تبددت أحلام الطفل الفلسطيني أيهم صباح (17 عاما)، المعتقل في السجون الإسرائيلية، بتهمة تنفيذ عملية طعن أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي شرقي رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، بحكم وصفته عائلته ومؤسسات حقوقية بـ"الانتقامي".
وأصدرت محكمة "عوفر" العسكرية الإسرائيلية غربي رام الله، يوم 16 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، حكما بالسجن لمدة 35عاما، وتعويض مالي قدره مليون و250 ألف شيكل (338 ألف دولار)، بحق "صباح".
وتتهم إسرائيل "صباح"، وزميله عمر الريماوي، بتنفيذ عملية طعن منتصف فبراير/ شباط 2015 في متجر "رامي ليفي" الإسرائيلي شرقي رام الله، أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي.
وأصيب "صباح" و"الريماوي" بجروح بالغة، إثر إطلاق النار عليهم من قبل حارس إسرائيلي، في حينه.
وتقول عائلة "صباح"، إن الحكم قتل حلم نجلها بالعيش في كنفها بسلام، وبتحقيق مشاريع طالما حلم بها.
يقول باسم صباح، والد "أيهم" للأناضول، "نفذ (أيهم) عملية بينما كان طفلا يبلغ من العمر 14 عاما، لم تنظر المحكمة له كطفل بل عاقبته كإرهابي".
ويضيف من منزله في بلدة بيتونيا غربي رام الله :"عرف الجميع أيهم محبا لأسرته، هادئا يساعد كبار السن، رياضيا، يتعاطف مع الشهداء، ومع الأطفال، بطش الاحتلال هو المسبب لما فعله أيهم".
ويتابع "أيهم طالب مجتهد في دروسه، متفوق، كان لديه خطط مستقبلية، بدراسة الطب أو الهندسة".
وأشار إلى أنه كغيره كان يحلم بمستقبل منير لأطفاله، زرع في نفوسهم حب الدراسة والعلم.
وتعيش أسرة "صباح"، ألم فراق نجلها البكر.
وعن الحكم يقول والده :"حكم انتقامي لا يتناسب مع طفل، فيه رائحة احتلال عنصري".
وأشار إلى أن العائلة غير قادرة على دفع المبلغ المالي (قيمة التعويض)، ولن تدفعه.
وأضاف أن ابنه قال للقاضي في المحكمة فور صدور الحكم :"لن ندفع لكم شيئا، قتلتم منا الأطفال والنساء والشيوخ ولم تدفعوا شيئا".
وطالب صباح الأب المؤسسات الدولية والحقوقية بالتدخل لإنقاذ ابنه من الاعتقال، وقال نأمل الفرج القريب له وبأية طريقة كانت.
ويقبع المعتقل "صباح" في سجن "عوفر " العسكري غربي رام الله، ولا يبعد عن منزل عائلته بضعة كيلو مترات، مع ذلك لا تسمح السلطات الإسرائيلية للعائلة بزيارة نجلها إلا مرتين شهريا.
وعن اللقاء يقول الوالد "هي دقائق من ذهب، لا تطفئ الشوق بل تزيد من ألم العائلة".
وأشار إلى أن السلطات الإسرائيلية تعتقل الفلسطينيين بظروف قاسية، وتحرمهم من متطلبات الحياة الكريمة.
ووجه رسالة للاحتلال قال فيها "نحن باقون ولن نخرج من وطننا، وسياسة القمع التي تنتهجها دولة الاحتلال تنتج ردة فعل أشد بكثير".
ولا يعتبر "أيهم" بالنسبة لشقيقه "محمد" أخا فقط بل صديقا مقربا أيضا.
يقول "محمد صباح" (شقيق أيهم) للأناضول:"فراق شقيقي المعتقل في السجون الإسرائيلية محزن، لكن هذا واقع شعبنا الذي يعيش تحت احتلال".
ويفتقد "محمد" شقيقه، في كل تفاصيل حياته.
من جانبها، قالت أماني سراحنة، مسؤولة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، للأناضول، إن إسرائيل الدولة الوحيدة التي تحاكم الأطفال في محاكم عسكرية.
ووصفت "سراحنة" المحاكم بغير القانونية.
وأشارت إلى أن السلطات الإسرائيلية تستخدم العنف الجسدي، والنفسي من خلال التهديد بالحبس الطويل بحق الأطفال، وتعاملهم معاملة سيئة خلال النقل والتحقيق.
ولفتت إلى أن ما يجري بحق الأطفال الفلسطينيين من "عمليات اعتقال وتعذيب جريمة مستمرة وتصنف وفق القانون الدولي جريمة ضد الإنسانية".
وتعتقل السلطات الإسرائيلية 230 طفلا فلسطينيا، في ظروف اعتقال صعبة، غالبيتهم في سجن "عوفر"، غربي رام الله.
ووفق إحصائيات رسمية صدرت عن هيئة شؤون الأسرى (تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية)، وصل عدد المعتقلين الفلسطينيين إلى 6 آلاف معتقل بينهم 230 طفلا و52 معتقلة و6 نواب بالمجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان) و430 معتقل إداري (معتقلون بلا تهمة)، وألف و800 مريض بينهم 700 بحاجة لتدخل طبي عاجل.