قال مصطفى أقنجي، رئيس جمهورية شمال قبرص التركية، إن عملية حل أزمة الجزيرة القبرصية، باتت في الوقت الراهن أصعب مما كانت عليه عام 2004.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أقنجي، مساء الخميس، أثناء لقاء جمعه بعدد من القبارصة الأتراك، وممثلي منظمات المجتمع المدني التابعة لقبرص التركية، وتنشط في العاصمة البريطانية لندن.
وتطرق الرئيس في كلمته إلى الحديث عن مفاوضات حل أزمة الجزيرة القبرصية، التي تعانيها منذ العام 1974.
وفي هذا السياق قال أقنجي "كنا قد وافقنا على خطة عنان التي قدمها عام 2004، بنسبة 65%، في حين رفضها هم (القبارصة الروم) بنسبة 75%(خلال تصويت جرى بشطري الجزيرة على الخطة)".
تجدر الإشارة أنه في العام المذكور، قدمت الأمم المتحدة، بواسطة أمينها العام أنذاك، كوفي عنان، خطة تهدف لتوحيد الجزيرة، لكن رفضها القبارصة الروم.
وأضاف أقنجي قائلا "وحاليًا هناك حالة من الجدل حول ما إذا كانت النسبة التي وافقنا بها من قبل على الخطة المذكورة، ما زالت كما هي أم لا، وهذا ما يتعين علينا قوله بكل إخلاص".
وشدد على أنهم لا يرغبون في دخول مفاوضات تستمر لسنوات محكوم عليها بالفشل، مشيرًا أن أي مفاوضات مستقبلية "يجب أن تكون موجهة نحو تحقيق النتائج، ومحددة زمنيا".
وأوضح أنه استأنف مفاوضات حل الجزيرة مع الجانب القبرصي الرومي، بعد شهرين فقط من وصوله لسدة الحكم، مشيرًا أن العام الأول من استئناف المفاوضات شهد تقدمًا كبيرًا في المواقف.
يشار أن الزعيم السابق للقبارصة الأتراك درويش أر أوغلو، ونظيره الرومي نيكوس أناستاسياديس، تبنيا في 11 شباط/فبراير 2014، "إعلانًا مشتركًا"، يمهد لاستئناف المفاوضات، التي تدعمها الأمم المتحدة، لتسوية الأزمة القبرصية.
جاء ذلك بعد توقف الجولة الأخيرة في مارس/آذار 2011، عقب الإخفاق في الاتفاق بشأن قضايا، مثل تقاسم السلطة، والممتلكات، والأراضي.
واستأنف الجانبان المفاوضات، في 15 مايو/أيار 2015، برعاية أممية، بعد تسلم أقنجي منصبه، وتتمحور حول 6 محاور رئيسة، هي: الاقتصاد، والاتحاد الأوروبي، والملكية، وتقاسم السلطة والإدارة، والأراضي، والأمن والضمانات.
زعيم شمال قبرص، أكد في كلمته أنهم عازمون على التوصل لحل للأزمة، مشيرًا أن الموضوعات التي تم التوافق عليها من قبل لم تفتح بابا للجدل بعد استئناف المفاوضات.
- الهدف قطع صلات تركيا بشمال قبرص
في ذات السياق شدد أقنجي على أن القبارصة الروم يهدفون إلى قطع صلات تركيا بشمال قبرص، مضيفًا "لكن هذا ليس ممكنًا، وقد قلنا لهم ذلك".
واستطرد قائلا "لقد تخيلوا أن تركيا يمكنها التخلي عن قبرص، لكن هذا لم يحدث، وظلت علاقاتنا مع تركيا في مستوى معقول".
ولفت أن الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا، لم يتهموا قبرص الرومية بفشل المفاوضات، مضيفًا "هذا رغم أنه من الواضح أنهم(القبارصة الروم) هم من عرقلوا عملية الحل، لكن التقارير عجزت عن إثبات ذلك".