لا يُخفي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ونظيره الهندي ناريندرا مودي صداقتهما الوثيقة، وكثيرا ما يعبران عنها من خلال تبادل الرسائل عبر تغريدات على موقع "تويتر".
لكن الزيارة الأولى لرئيس وزراء هندي إلى إسرائيل، الثلاثاء والمقرر أن تستمر يومين، هي في نظر الإسرائيليين تعبير عن إشهار لعلاقة وثيقة بين البلدين.
وقال إفرايم إنبار، الأستاذ الفخري للدراسات السياسية في جامعة بار ايلان (جامعة عامة في وسط إسرائيل)، إن الزيارة الأولى لرئيس وزراء هندي إلى إسرائيل تعكس التوسع الكبير في العلاقات بين البلدين منذ إنشاء العلاقات الدبلوماسية الكاملة عام 1992".
وأضاف في ورقة بحثية أرسل مركز "بيغن –سادات للدراسات الاستراتيجية"، نسخة منها للأناضول: "لقد أزالت حكومة مودي تحفظات سابقاتها حول الحديث العلني عن العلاقات الهندية مع إسرائيل، بل إنها عدلت أيضا من أنماط التصويت في منتديات متعددة".
وعلى ذلك، فقد وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية الزيارة، التي تتصادف مع ذكرى 25 عاما على العلاقات الإسرائيلية-الهندية، بأنها "تاريخية".
وقالت في تصريح مكتوب وصلت نسخة منه لوكالة الأناضول: "تعكس هذه الزيارة قوة إسرائيل العسكرية والاقتصادية والسياسية، وتستهدف هذه الزيارة تعزيز العلاقات بين البلدين".
وحسب وزارة الخارجية الإسرائيلية، فإن مودي سيلتقي نتنياهو، والرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين، ويشارك في لقاءات رفيعة المستوى بين الطرفين.
ولم يخفِ نتنياهو سعادته بهذه الزيارة، وقال في الاجتماع الأخير للحكومة الإسرائيلية: "سيصل إلى إسرائيل الأسبوع المقبل رئيس الوزراء الهندي صديقي ناريندرا مودي، هذه هي زيارة تاريخية إلى إسرائيل وخلال الـ 70 عاما التي مرت منذ تأسيس الدولة لم يزرها أبدًا رئيس وزراء الهند، وهذا يشكل تعبيرًا آخر على قوة إسرائيل العسكرية والاقتصادية والسياسية".
وأضاف: "هذه هي خطوة هامة جدا تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين، الهند هي دولة عملاقة يصل عدد سكانها إلى مليار وربع المليار نسمة، وهي تشكل أحد الأسواق الكبرى والأكثر نموًا في العالم والعلاقات الهندية الإسرائيلية تشهد ازدهارًا مستمرًا".
وذهب نتنياهو إلى حد اعتبار أن نظيره الهندي يعتبر من أهم رؤساء الوزراء في العالم، معللا ذلك بالقول إن الهند "تمتلك ثالت أكبر اقتصاد عالميا وهذا الاقتصاد ينمو بوتيرة عالية".
ولفت نتنياهو الى انه يريد من رئيس الوزراء الهندي، توطيد العلاقات مع إسرائيل في الكثير من المجالات، ومنها المياه والزراعة والصحة، ولكن أيضا في مجال (التكنولوجيا) ولديه أسباب جيدة جدا للقيام بذلك".
وفي هذا الصدد، قالت وزارة الاقتصاد الإسرائيلية في تصريح مكتوب حصلت الأناضول على نسخة منه: "منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والهند في 1992، ارتفع حجم التجارة بين البلدين من 200 مليون دولار في 1992 إلى حوالي 4.17 مليار دولار في 2016، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 2000%.
ولفتت في هذا الصدد إلى أن صادرات إسرائيل إلى الهند في العام 2016 بلغت 1.15 مليار دولار أمريكي.
وذكرت أن من المتوقع أن يضم وفد رئيس الوزراء الهندي نحو 100 من كبار رجال الأعمال الهنود لدفع التعاون، وبحث فرص الاستثمار وبحث توسيع الاستثمارات المشتركة القائمة.
وقال وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي إيلي كوهين إن الهند "وجهة استيراد مهمة للصادرات الإسرائيلية".
وأضاف: "بلا شك فإن تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الهند من خلال الزيارة التاريخية لرئيس الوزراء الهندي إلى إسرائيل ستؤدي إلى زيارة التجارة بين البلدين".
ولفتت وزارة الاقتصاد الإسرائيلية إلى أن الهند هي في المرتبة التاسعة بين الدول المستوردة للمنتجات الإسرائيلية، والثانية بين الدول الأسيوية بعد الهند.
وقالت في بيان: "يمكن أن يعزى ذلك، بين أمور أخرى، إلى الدفء الذي شهدته العلاقات الإسرائيلية –الهندية في السنوات الأخيرة، إذ تم إطلاق العديد من مشاريع التعاون في مجالات الزراعة، العلوم، الصحة، التكنولوجيا الحديثة، الاتصالات والصناعة".
وأضافت وزارة الاقتصاد الإسرائيلية: "يطمح الطرفين إلى التعاون في مجالات أخرى مثل تكنولوجيا المياه، المدن الذكية".
ومن جهته، فقد أشار إفرايم إنبار، الأستاذ الفخري للدراسات السياسية في جامعة بار ايلان، في ورقته البحثية، إلى أن توريد الأسلحة والتكنولوجيا أصبحا عنصرين هامين في العلاقة الثنائية بين البلدين.
وقال انبار: "أدت الصعوبات في تطوير نظم الأسلحة في الهند إلى شراء المنتجات الإسرائيلية والشراكة في تطوير تكنولوجيا عسكرية متقدمة".
ولفت في هذا الصدد إلى أن الهند وقعت في إأبريل/نيسان من العام الجاري عقدا بقيمة 2 مليار دولار للحصول على صواريخ مضادة للدبابات وأنظمة دفاع جوية من الصناعات الجوية الإسرائيلية.
وقال: "بعد شهر واحد وقّعت الصناعات الجوية الإسرائيلية عقدا بقيمة 630 مليون دولار لتزويد صواريخ إلى البحرية الهندية".
وأضاف أنبار: "هذه الصفقات هي جزء من خطة رئيس الوزراء الهندي لتحديث القوات الهندية المسلحة حتى العام 2025 بقيمة 250 مليار دولار، وسط تنامي التوتر مع الجارة، باكستان".
وعلى الرغم من التقارب بين إسرائيل والهند، فإن رئيس الوزراء الهندي حافظ على علاقة قريبة مع السلطة الفلسطينية.
واستبق مودي زيارته إلى إسرائيل باستقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الهند في السادس عشر من مايو/أيار الماضي.
وجدد مودي آنذاك موقف بلاده الداعم لقيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة.