تلّوح الحكومة الإسرائيلية بإخلاء عشرات العائلات الفلسطينية من التجمع السكاني" الخان الأحمر" ، شرق القدس، في منتصف العام المقبل.
ولكن العائلات الفلسطينية رفضت هذا التلويح، الذي قالت إنه يأتي تمهيدا لتوسيع مستوطنات إسرائيلية على أنقاض الأراضي التي يعيشون عليها منذ عقود.
وقال محمد الكرشان، رئيس جمعية "بادية القدس" التعاونية، لوكالة الأناضول إن عشرات العائلات البدوية تعيش الآن في تجمع "الخان الأحمر"، مهددة بالإخلاء لصالح توسيع عدد من المستوطنات الإسرائيلية، وبخاصة مستوطنة "معاليه أدوميم" التي تعتبر من كبرى المستوطنات في الضفة الغربية.
وأضاف:" منذ العام 2009 عرضت الحكومة الإسرائيلية على السكان، وأيضا العديد من التجمعات البدوية الأخرى في شرق القدس، الانتقال إلى أحد موقعين بديلين، الأول في قرية العيزرية (شرق القدس) والآخر في قرية النويعمة، في محافظة أريحا ( شرقي الضفة الغربية)".
وتابع الكرشان:" السكان رفضوا الاقتراح، وأصروا على حقهم في البقاء على أرضهم، ومنذ ذلك الحين وهم يحاولون الحصول على قرار من المحكمة العليا الإسرائيلية يبقيهم على أرضهم".
ولفت إلى أنه كان من المرتقب أن تتخذ المحكمة العليا الإسرائيلية، أمس الأحد، قرارا بشأن مستقبل العائلات على أرضها، ولكن تم تأجيله إلى موعد لم يتم تحديده.
وقد قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الإثنين، إن النيابة العامة الإسرائيلية أبلغت المحكمة العليا الإسرائيلية، أنه سيتم إخلاء العائلات بحلول منتصف العام المقبل.
وأشار الكرشان إلى انه ليس من الواضح حتى الآن "إذا ما كانت المحكمة ستقبل بقرار الحكومة".
ولكن مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، اعتبر أن القبول بقرار الحكومة الإسرائيلية يعني "القبول بجريمة حرب".
وقال حجاي إلعاد ،مدير عامّ "بتسيلم"، في تصريح مكتوب أرسل نسخة منه لوكالة الأناضول:" هدم القرية معناه نقل قسريّ لسكّان محميّين، والنقل القسريّ جريمة حرب، الضالعون في الأمر سيتحمّلون المسؤولية الجنائية شخصيًّا".
وكانت "بتسيلم" قد وجهت الأسبوع الماضي رسائل إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، ووزيرة العدل أياليت شاكيد، وقائد أركان الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت، حذرت فيه من مغبة الإقدام على إخلاء السكان من بيوتهم.
واعتبر العاد أن حديث الحكومة الإسرائيلية عن طرح بدائل على السكان، هو بمثابة "تضليل"، وقال" أيّة صيغة منافقة ومتصنّعة عن بدائل ملكيّة، تخطيطيّة، واقعيّة أو عن فترة تحضيريّة لا يمكنه أن يمحو العار أو أن يموّه الحقائق".
ولفتت "بتسيلم" إلى أن إسرائيل تعُد أراضي الخان الأحمر، لتوسيع المستوطنات القائمة في المنطقة.
وأشارت إلى أن 32 عائلة تعداد أفرادها 137، بينهم 92 من الأولاد والفتية تعيش في المكان حيث يوجد أيضًا مسجد، ومدرسة أقيمت عام 2009 يرتادها أكثر من 150 طالبًا في سنّ 6-15، نصفهم تقريبًا من تجمّعات سكّانية مجاورة".
وأشار الكرشان إلى أن العائلات وصلت إلى المنطقة ما بعد حرب 1948.
وقال:" بدءا من العام 1948 تم تهجيرنا من أرضنا في النقب (جنوبي إسرائيل) وعليه فنحن من اللاجئين".
وأضاف الكرشان:" أمام الحكومة الإسرائيلية أحد حلين الأول، أن نبقى حيث نحن، أما الثاني المفضل بالنسبة لنا فهو أن نعود إلى أراضينا في النقب".
وتابع رئيس جمعية بادية القدس التعاونية:" لن نقبل بأي حال أن يتم تهجيرنا من جديد".