أعلن محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، أنه يرأس وفدا برلمانيا فلسطينيا، في جولة خارجية، تهدف لحشد الدعم للشعب الفلسطيني.
وقال الزهار في مقابلة مع وكالة الأناضول، إن وفد المجلس التشريعي، بدأ جولته من تركيا، ومنها سينطلق لزيارة عدد كبير من الدول، وستشمل أوربا وإفريقيا وآسيا.
ويضم الوفد إلى جانب الزهار، عدد من قادة كتلة "التغيير والإصلاح" التابعة لحركة حماس في المجلس التشريعي، وهم: مروان أبو راس، ومشير المصري، ومحمد الغول.
وقال الزهار في المقابلة التي أجراها في مدينة اسطنبول التركية:" الزيارات ستشمل دول إسلامية وغير إسلامية".
وفضّل عدم الكشف عن أسماء الدول التي سيزورها الوفد، حتى "لا نضع العقبات أمامها، وكل دولة تقبل بزيارتها سنذهب إليها".
وحول أهداف الزيارات المرتقبة، قال إنها تهدف لحشد الدعم والتأييد للشعب الفلسطيني و"مقاومته"، وللتأكيد على "شرعية المجلس التشريعي الفلسطيني".
وأضاف:" نسعى أيضا إلى التأكيد على شرعية المجلس التشريعي المنتخب، وعدم شرعية أي هيئة فلسطينية أخرى أياً كانت، لأنها لم تأتِ بالانتخابات، ولنؤكد على أن البرنامج الذي دخلت به حماس الانتخابات لن يتغير".
**المصالحة الفلسطينية
وفيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية، قال الزهار في حديثه إن حركة حماس جهزت ورقتها الخاصة بالرد على الورقة المصرية التي تضم مقترحات خاصة بإتمام المصالحة الفلسطينية.
وكان وفد من حركة حماس قد أجرى الأسبوع الماضي، مباحثات مع المسؤولين المصريين، متعلقة بإنهاء الانقسام الفلسطيني.
ومساء الأحد الماضي، وصل أيضا وفد من حركة "فتح" إلى القاهرة، لبحث ملف المصالحة.
وأشار الزهار إلى أن حماس على استعداد لدخول الانتخابات العامة، وأن تحترم نتائجها.
وأضاف:" كنا في المرة الماضية حصلنا على الأغلبية وأظن أننا بعد نجاح برنامجنا وفشل البرامج الأخرى سنمثل الشارع الفلسطيني كممثلين حقيقيين عن الشعب ".
ووقّعت حركتا "حماس" و"فتح" في القاهرة اتفاقًا للمصالحة، في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، لكنه لم يطبق بشكل كامل، بسبب نشوب خلافات حول قضايا، منها: تمكين الحكومة، وملف موظفي غزة، الذين عينتهم "حماس" أثناء فترة حكمها للقطاع.
**التهدئة
بخصوص جهود إبرام اتفاق تهدئة مع إسرائيل، قال إن مصر وقطر والأمم المتحدة تقود منذ أشهر، مشاورات للتوصل إلى اتفاق.
وأضاف:" تهدف هذه الجهود إلى تخفيف الحصار المفروض على غزة، مقابل وقف احتجاجات الفلسطينيين في القطاع قرب الحدود مع إسرائيل".
وتابع:" التهدئة تنعكس إيجابياً على برنامج المقاومة، لأنها ترمم ما تم تدميره، وتنعكس سلباً على الحالة الإسرائيلية، كما رأيتم استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي (أفيغدور لبرلمان)".
وشن الجيش الإسرائيلي، في 12 نوفمبر/تشرين ثاني الجاري، هجمات على قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 7 فلسطينيين، وردت فصائل فلسطينية بإطلاق عشرات الصواريخ.
وتوقف القتال في اليوم التالي، بعد التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، بوساطة مصرية ودولية.
وأثارت نتائج جولة القتال القصيرة، سخط فئات عديدة في إسرائيل، حيث اعتبرتها "انتصارًا" لحماس.
وقدم أفيغدور ليبرمان، استقالته من منصب وزير الدفاع، احتجاجًا على وقف إطلاق النار، متهما الحكومة بالخضوع لحماس.
**تبادل الأسرى
حول ملف المفاوضات المتعلقة بتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، أكد الزهار عدم "وجود جديد على هذا الصعيد".
وأضاف:" حتى الآن لا نستطيع أن نقول إن هنالك مفاوضات جدية بدأت، التجربة الماضية بدأت بوسيط ألماني وانتهت بوسيط مصري، والتجربة السابقة أدت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يحترمها، وأدت إلى إعادة اعتقال العديد من الأسرى السابقين".
وشدّد الزهار على تمسك حركته بمطلب إطلاق سراح المعتقلين الذين أعادت إسرائيل سجنهم، بعد تحريرهم في الصفقة السابقة "صفقة شاليط 2011"، قبل البدء في أي مفاوضات لإتمام صفقة جديدة.
وتحتجز حركة حماس أربعة إسرائيليين في قطاع غزة، بينهم جنديان، منذ العام 2014، لكنها لم تقدم أي معلومات بشأنهم حتى الآن، وعما إذا كان أحياء أو أموات.
وتمت الصفقة السابقة في عام 2011 حيث أفرجت حماس عن الجندي جلعاد شاليط، الذي كانت تحتجزه منذ عام 2006، فيما أطلقت إسرائيل بالمقابل سراح نحو ألف فلسطيني، لكنها عادت واعتقلت نحو 50 منهم في العام 2014.
**الدعم القطري
وأشاد الزهار بالدعم الذي تقدمه دولة قطر، لقطاع غزة.
وقال:" نقدر لقطر دورها الكبير في دعم قطاع المدنيين في قطاع غزة، وكل من يزور غزة سيرى فيها شبكات طرق ومدن وبنى تحتية من قطر، والجهد القطري مقدر على المستوى الرسمي والشعبي، والمشاريع مستمرة، وأخيرا تم دعم رواتب الموظفين، مع أن هذه القضية كان الاحتلال الإسرائيلي يرفضها".
وتقدم دولة "قطر" العديد من أوجه الدعم للشعب الفلسطيني، وبخاصة في قطاع غزة.
وزار أمير قطر السابق، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني القطاع في أكتوبر/تشرين الأول 2012 وأعلن عن تقديم منحة بنحو 407 ملايين دولار لإعادة إعمار غزة عبر تنفيذ مشاريع "حيوية" في القطاع.
ومنذ العام 2015 وحتى الآن، تُقدم قطرا دعما شبه متواصل لمحطة توليد الكهرباء بغزة بالوقود، وهو ما ساهم في التخفيف من حدة أزمة انقطاع التيار الكهربائي.
كما أعلن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في 10 أكتوبر/تشرين أول الماضي، عن تقديم دعم بقيمة 150 مليون دولار مساعدات إنسانية عاجلة للتخفيف من تفاقم المأساة الإنسانية في القطاع.
**صفقة القرن
وأكد القيادي في حماس، رفض حركته التام، للخطة الأمريكية المرتقبة للتسوية المعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن".
وأضاف:" حتى الآن كل ما نشر عن صفقة القرن هو جس للنبض، والخوف من صفقة القرن ليس أن المقاومة تتنازل، لكن من الدول العربية التي بدأت تطبع علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي مجاناً، في كل المجالات".
ونفى القيادي في حركة حماس، وجود أي تواصل، مباشر أو غير مباشر مع الإدارة الأمريكية".
و"صفقة القرن" هو اسم إعلامي لخطة سلام تعمل عليها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، بما فيها وضع القدس واللاجئين.
وأعلن مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة السفير "داني دانون"، الثلاثاء الماضي، إن "خطة السلام (في إشارة لصفقة القرن) باتت مكتملة الآن"، وواشنطن ستكشف عنها، أوائل العام المقبل، دون تحديد موعد بدقة.
**التطبيع
وندد الزهار، بتطبيع بعض الدول العربية والإسلامية، علاقاتها مع إسرائيل.
وقال:" التطبيع جريمة بحق الشعوب، لأن شعوبهم جهزت عام 1948 مقاتلين للوقوف أمام قيام دولة الاحتلال، ثم يأتي بعد ذلك هذا التطبيع المجاني على هذا المستوى، أنا متأكد لو أنهم رجعوا إلى شعوبهم لقالوا لا".
وأكمل:" نقول للأنظمة التي تطبع مع إسرائيل، اسألوا ربكم ماذا يقول لكم في ذلك، أنتم دول إسلامية... اقرؤوا ماذا يقول ربكم في ذلك (..) ومن ثم اسألوا الشعوب عن التطبيع، وأخيراً ماذا ستقولون لأرواح الشهداء التي ذهبت من بلادكم لتدافع عن فلسطين".
وزار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو الشهر الماضي، سلطنة عُمان.
كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن وزير الاقتصاد الإسرائيلي، إيلي كوهين، تلقى دعوة رسمية لزيارة البحرين، منتصف أبريل/ نيسان المقبل.
والأحد الماضي، وصل رئيس تشاد إدريس ديبي إسرائيل، في زيارة غير مسبوقة.
**صالح العاروري
واستنكر الزهار رصد واشنطن مكافأة مالية، لمن يقدم معلومات عن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري.
وقال:" العاروري محارب من أجل الحرية، ليس تاجر مخدرات ولا أسلحة ولا تهريب، العاروري أرضه محتلة (..) هذا نوع من النفاق".
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، منتصف الشهر الجاري، عن رصد مكافأة قدرها ٥ ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن العاروري، والقيادييْن في منظمة حزب الله اللبنانية، خليل يوسف حرب، وهيثم علي طبطبائي.