أعربت المملكة العربية السعودية عن تضامنها مع أنقرة في الذكرى الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/تموز العام الماضي، مشيدةً بوعي الشعب التركي وحكمة الحكومة في التعامل مع الحدث.
جاء ذلك في بيان أصدره السفير السعودي لدى أنقرة، وليد بن عبدالكريم الخريجي، وصل الأناضول نسخة منه صباح اليوم السبت، وأشاد فيه بقدرة ووعي الشعب التركي على الوقوف بجانب قيادته والتصدى لكل ما يستهدف أمنه واستقراره.
وأكد الخريجي أن "ثمة أحداث مفصلية تتحول إلى منعطفات مهمة في تاريخ الشعوب، ومن هذا المنطلق تأتي محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا والتي جرت في الخامس عشر من يوليو من العام الماضي".
وتابع "تركيا تحيي اليوم ذكراها السنوية الأولى ليمثل هذا الحدث محطة استثنائية حاسمة ومؤثرة في وجدان الشعب التركي الذي أثبت أنه على قدر كبير من الوعي، فوقف مع قيادته وقفة رجل واحد وتصدى بكل قوة وحزم لكل ما يستهدف أمنه واستقراره".
وأضاف الخريجي: "تمسك الشعب التركي في ذلك اليوم بمؤسساته ودافع عن استقراره السياسي، ورفض أن يفرط في مكتسباته، وبدورها أدركت حكومة أنقرة أنها أمام أحد التحديات الكبيرة التي تحتاج فيها للتعامل بحكمة وحزم، فعقدت العزم أن تنقل البلاد إلى مرحلة جديدة، واضعةً نصب عينيها مصلحة شعبها".
وحول النظام الرئاسي الجديد، التي أقرته تركيا عبر استفتاء شعبي في أبريل/نيسان الماضي، أضاف السفير السعودي: "لعل الفترة الانتقالية الحالية التي تعيشها البلاد بعد إقرار النظام الرئاسي هي أيضا مرحلة مفصلية أخرى في تاريخ تركيا، ولابد في هذا السياق من تضافر الجهود لتذليل الصعاب لتتمكن البلاد من التعافي واستعادة قوتها والصمود أمام التحديات".
وعن العلاقات التركية الخارجية، قال سفير المملكة إن "علاقات أنقرة الخارجية مع جيرانها ودول المنطقة هي على قدر كبير من الأهمية في هذا الجانب، لاسيما علاقاتها مع دول العالم الاسلامي ومن تربطهم معها علاقات تاريخية ومشتركات ثقافية ودينية".
وشدد الخريجي على أن بلاده "من أوائل الدول التي تحرص على توثيق علاقتها بالجمهورية التركية، وأنا على يقين أن الجميع في العالم الاسلامي يتضامن مع الشعب التركي بهذه المناسبة (محاولة الانقلاب)، ونحن بدورنا نتمنى له مزيد من الأمن والطمأنينة والرخاء وأن يقف سدا منيعا أمام أية محاولات هدفها تقويض دولته أو زعزعة أمنه واستقراره".
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في 15 يوليو 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.