تعززت أمس خطوات التطبيع بين تركيا ومصر، وهما دولتان إسلاميتان مهمتان في الشرق الأوسط، بزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة. وفي الوقت الذي يهيمن فيه تحالف الاحتلال الإمبريالي الصهيوني في الشرق الأوسط على المسلمين، فإن جهود البلدين الإسلاميين الكبيرين للالتقاء على أرضية مشتركة تتابع باهتمام، فيما تبرز انعكاسات العلاقات بين البلدين على الاقتصاد الإقليمي كقضية أخرى يتم رصدها بعناية.
لم تتم إدارة فترة الانقلاب وما تلاها بشكل جيد
على مدار 22 عامًا ارتكبت الحكومة الخطأ تلو الآخر في سياستها الخارجية. وفي مصر أصرت الحكومة على انتهاج سياسة حماس بدلًا من السياسة العقلانية خلال عملية الانقلاب. ولو كانت الحكومة التي أقصيت عن مصر بقطع كل العلاقات مع نظام السيسي قد اتخذت خطوات تطبيعية قبل ذلك بكثير، لكان بإمكانها أن تكتسب موقفًا فعالًا في القضاء على قمع واضطهاد الإخوان، وإعادة تصميم السياسة المصرية والاستفادة من إمكانيات مصر الاقتصادية بشكل أكبر.
الرجل الذي تحدى الظلم: محمد مرسي
محمد مرسي الذي لم يعالج من قبل قوات الانقلاب رغم مرضه المتفاقم، وقد أصيب بأزمة قلبية في قاعة المحكمة، وقد قدم أعمالا قيمة جدا ليس لمصر فقط بل للعالم الإسلامي كله للنهوض بشرف وكرامة.
لقد تم تخريب جهود مرسي الذي عانى من محنة إعادة تقوية مصر في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية وغيرها من المجالات وإعادة العالم الإسلامي إلى عصوره المجيدة في التاريخ، من قبل التحالف الصهيوني الإمبريالي بشتى أنواع الفخاخ.
خلال فترة رئاسته، زادت إسهامات مرسي القيّمة في النضال الفلسطيني من هيبته كرئيس دولة وأعطته مكانة كبيرة في العالم الإسلامي. وقد صدرت اعترافات كثيرة حول فضائل مرسي الذي آذى الصهاينة بالإمكانيات التي قدمها للكفاح الفلسطيني من قبل كبار الشخصيات الإسرائيلية. بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي القرصان، وهو المسؤول الأول عن الإبادة الجماعية الوحشية الجارية في فلسطين هذه الأيام، صرح مؤخراً بأن ”حماس وكتائب القسام اكتسبت أكبر قوة سلاح في عهد محمد مرسي“.