تجذب العاصمة الرواندية كيغالي اهتمام زوارها، لأنها الأكثر أمنًا ونظافة، مقارنة بالعواصم الإفريقية الأخرى.
بنيت كيغالي في وادٍ يقع بين أربع تلال يكسوها بساطٌ أخضر من النباتات، يبلغ ارتفاع أعلى قمة بين التلال نحو ألف و850 مترًا فوق مستوى سطح البحر، فيما يبلغ عدد سكانها نحو 1.3 مليون نسمة.
تقع المدينة إلى الجنوب من خط الاستواء، ولديها مناخ معتدل على مدار العام، حيث تتراوح درجات الحرارة في المنطقة ما بين 15 و28 درجة مئوية طيلة العام.
تأسست المدينة في عهد الاستعمار الألماني عام 1907 من قبل الدكتور ريتشارد كاندت، وأصبحت المنطقة مستعمرة بلجيكية بعد الحرب العالمية الأولى. تم إعلان كيغالي عاصمة لرواندا، وذلك بالتزامن مع حصول البلاد عل استقلالها عام 1962.
تعتبر المدينة قلب الاقتصاد والثقافة في راوندا، وقد تمكنت خلال السنوات القليلة الماضية من تسجيل تقدمٍ ملحوظ على مختلف المستويات.
ينأون عن أنفسهم باستخدام كلمات تذكر بعهد "التمييز العرقي"
ووفقًا لمراقبين دوليين، فإن كيغالي، تعتبر أحد أكثر العواصم الإفريقية أمنًا، كما أن السياح الذين يزورون المدينة لأول مرة، لا يستطيعون تصديق أن المدينة شهدت قبل 23 عامًا فقط، ارتكاب أبشع المجازر وجرائم الإبادة الجماعية عبر التاريخ.
في الوقت الذي ينصح فيه السياح الأجانب بعدم التجول ليلًا في العواصم الإفريقية، فإن الوضع في كيغالي هو عكس ذلك تمامًا، فالسياح في هذه المدينة قادرون على التجول في الشوارع وحدهم، حتى في وقت متأخر من الليل.
تحتوي شوارع المدينة على نقطة أمنية في كل 100 متر، ويتعامل رجال الشرطة والجنود مع المواطنين والسياح بأسلوب مهذب، ووجه باسم، مانحين الجميع شعورًا بالراحة.
غالبية سكان المدينة خسروا أحد أقاربهم في الحرب الأهلية التي شهدتها كيغالي ما بين 1993 - 1994، ومجازر الإبادة الجماعية التي تعرض لها السكان، لذلك فإن سكان المدينة يولون الكثير من الاهتمام لعدم استخدام كلمتي "الهوتو" و"التوتسي" في حياتهم اليومية. وبدلًا من ذلك، يصفون أنفسهم بـ "روانديون"، لإظهار الهوية الوطنية.
يتكلم السكان الأصليون اللغة الكينيارواندية، إلى جانب الفرنسية والإنكليزية.
أنظف عواصم إفريقيا
يكاد يكون من المستحيل أيضًا، أن يصادف الزائر إلى كيغالي أكوام قمامة كتلك الموجودة في شوارع بعض العواصم الأفريقية الأخرى.
حيث يخرج المواطنون في السبت الأخير من كل شهر، التزامًا بقرار حكومي حول "يوم عمل تطوعي"، لتنظيم محيط منازلهم والشوارع في أحيائهم، في حملة نظافة كبيرة تشمل جميع أحياء المدينة.
الخطوط الجوية التركية تُسيّر 7 رحلات في الأسبوع
تسير الخطوط الجوية التركية، 7 رحلات جوية في الأسبوع إلى مطار كيغالي الدولي.
وفي الوقت نفسه، يمكن السفر بالحافلات من كيغالي إلى مختلف المدن الرئيسية للبلدان المجاورة مثل أوغندا وتنزانيا وبوروندي وكينيا.
تشهد البلاد انتشارًا لاستخدام الدراجات النارية في حركة المرور، بسبب رخص تكاليفها. ويجبر مستخدمو الدراجات النارية على ارتداء خوذات خاصة، وارتداء قمصان تحمل أرقامًا محددة.
المسلمون والمسيحيون يعيشون جنبًا إلى جنب
يعيش المسلمون والمسيحيون في سلام، جنبًا إلى جنب، بمدينة كيغالي، حيث العشرات من المساجد في المدينة التي لا يوجد فيها أي قيود على ممارسة العبادات.
يستطيع زائر المدينة سماع صوت الأذان يعلو من على المآذن عبر مكبرات الصوت، فيما يتحدث سكان المدينة عن "الموقف المشرف" الذي وقفه المسلمون في رواندا، ضد أعمال الإبادة الجماعية والحرب الأهلية.
يسمح لجميع العاملات والموظفات في الدولة وطالبات الجامعات ارتداء الحجاب، فيما يعرب المسلمون أيضًا، وفي كل مناسبة، التزامهم بالوقوف إلى جانب الدولة الرواندية.
الطابع التركي في كيغالي
تضطلع شركات البناء التركية بأعمال مهمة في عموم رواندا والعاصمة خاصة، حيث قامت شركة "سوما" التركية ببناء "مركز المؤتمرات في كيغالي"، إضافة إلى أن العديد من الشركات التركية شيدت أهم المباني والمراكز التجارية في العاصمة.