يقدم المركز الثقافة التركي بالقدس، التابع لمعهد "يونس أمره"، الذي ينشط في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، خدمة تعليم اللغة التركية لمئات الفلسطينيين سنويا.
وإلى جانب العديد من الفعاليات الثقافية التي يجريها المركز الذي افتتح بالقدس قبل 4 أعوام، يقدم خدمة تعليم اللغة التركية بإشراف خبراء في هذا المجال.
ويمنح المركز جائزة سياحية لأول 20 طالب متميز في الدورات التعليمية، تمنحه رحلة لزيارة ولاية تركية وقضاء عطلة فيها لمدة شهر كامل، ويتكفل معهد يونس أمره بجميع مصاريفه خلال فترة عطلته.
وتجاوز عدد الفلسطينيين الذين تلقوا دورات في تعلم اللغة التركية في المراكز الثقافية التركية التابعة لـ"يونس أمره" بالبلاد، 5 آلاف طالب، حتى أنه أصبح من الطبيعي مصادفة أشخاص يتحدثون التركية في أي شارع من شوارع المنطقة.
ويقع المركز الثقافي في القدس الشرقية المحتلة بـ "حي الزهراء"، حيث يتلقى فيه حاليا 150 فلسطينيا دورات في اللغة التركية.
وافتتح معهد "يونس أمره" مركزا ثقافيا آخر في مدينة رام الله، فيما يقدم دورات تعليم اللغة التركية في عدد من الجامعات بالضفة الغربية وقطاع غزة.
وبلغ عدد الفلسطينيين الذين تلقوا دورات في تعلم اللغة التركية بالمركز الثقافي في القدس 500 شخص.
وإلى جانب زيادة اهتمام الشعب الفلسطيني باللغة التركية، فإنهم يحبون كثيرا الأتراك والثقافة التركية.
ويبذل المعهد الذي يجري أنشطته تحت سقف القنصلية العامة التركية في القدس، العديد من الفعاليات الثقافية والمؤتمرات لتعريف الفلسطينيين بشكل أفضل بتركيا.
وقال مدير المركز الثقافي التركي بالقدس، إبراهيم فرقان أوزدمير، في حديث للأناضول، إنهم يجرون فعالياتهم بالقدس منذ 4 أعوام، مضيفا أنهم افتتحوا مركزًا آخر مطلع العام الجاري في رام الله.
وأضاف أوزدمير أن عدد الفلسطينيين الذين تلقوا دورات في تعلم اللغة التركية تجاوز 5 آلاف، مؤكدا أن مثل هذه الأنشطة تعزز العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين التركي والفلسطيني.
وأشار أوزدمير إلى أن الفلسطينيين يتعلمون التركية إما للدراسة في الجامعات التركية أو بغرض الاستفادة منها في التجارة أو حبًا بتركيا.
وأكد ارتفاع عدد الأتراك الوافدين إلى فلسطين لأسباب دينية أو ثقافية أو سياحية خلال الأعوام الأخيرة، وأن هناك أيضا زيادة في عدد الفلسطنيين الذين يزورون تركيا.
ولفت أوزدمير إلى العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين التركي والفلسطيني، ولا سيما خلال 400 عام من حكم الدولة العثمانية، مبيّنا أن الفلسطينيين يحبون تركيا وشعبها كثيرًا.
ونوه أوزدمير أن زيادة الرحلات السياحية بين الأتراك والفلسطينيين دفع بعض شركات السياحة للبحث عن مترجمين يرافقون السياح خلال زيارتهم للأراضي الفلسطينية، مؤكدًا وجود 4 طلاب يتعلمون التركية في المركز ويعملون في الوقت نفسه كمرشدين سياحيين.
من جانبه قال المنسق التعليمي في المركز سلجوق غولار، إنه يعمل في المركز منذ سنة، مشيرا إلى أهمية العمل الذي يقومون به.
وأضاف "لأن هنا عاصمة أشقائنا الفلسطينيين القدس الشرقية. قدمت حتى الآن دورات تعليمية لـ200 شخص".
بدورها قالت الفلسطينية بنان الخدمي، في حديث للأناضول باللغة التركية، إنها تتعلم اللغة التركية لأنها ترغب الدراسة في الجامعات التركية.
وأضافت أن والدها درس في تركيا، وأنهم يحاولون التحدث إلى بعضهم داخل منزلهم بالتركية.
وأشارت الخدمي أن اللغة التركية سهلة، وأنها زارت في وقت سابق عدة ولايات تركية بينها إسطنبول.
مدير مركز يونس أمره الثقافي بمدينة رام الله عبد القادر شتيّة، الذي تخرج في جامعة تركية، إن المركز فيه 3 دورات لتعليم التركية، مشيرا أنهم يقدمون أيضا لطلابهم تدريبات على رماية السهم.
ولفت شتيّة إلى أنهم سيبدأون قريبا بتقدريم دورات في تعليم التركية بالأحرف العثمانية، لكون العديد من المصادر الخاصة بالتاريخ الفلسطيني مكتوبة بها.
وأكد أنهم يهدفوف لجلب العديد من الفنانين الأتراك خلال الفترة المقبلة إلى فلسطين بغية تعزيز التضامن بين تركيا وفلسطين.
المدرّسة في المركز، صبا علاونة، التي تخرجت من قسم اللغة التركية في الجامعة الأردنية، قالت بدورها إنهم كفلسطينيين يحبون اللغة التركية كثيرا.
وأضافت أنها تشعر بسعادة من تعليم اللغة والثقافة التركية لشعبها.
وتأسس معهد "يونس أمره" عام 2007، ويعنى بتقديم الخدمات خارج تركيا، كتعلم اللغة والثقافة والفنون التركية، وزيادة التبادل الثقافي بين أنقرة والدول الأخرى وتطوير علاقات الصداقة معهم.