قال الصادق المهدي، زعيم "الأمة القومي" أكبر أحزاب المعارضة في السودان، اليوم السبت إن إقليم دارفور (غرب) باتت "تهدده، مؤخرا، خروقات عسكرية خارجية من بعض الحركات، عبر حدوده مع دولتي ليبيا وجنوب السودان".
وأضاف المهدي، الذي كان يتحدث أمام حشد من أنصاره بولاية نهر النيل، وسط البلاد، بثه تلفزيون الشروق، المقرب من الحكومة، أن "الصراع المسلح في دارفور بين الحكومة والحركات المسلحة انحسر في الآونة الأخيرة".
لكنه استدرك بأن تعزيز الاستقرار يتطلب "جمع السلاح" من أيدي المليشيات والعصابات، التي انتشرت بفعل اضطراب الأوضاع، في الإقليم الذي يشهد حربا أهلية، منذ 2003.
ورأى أن جمع السلاح يجب أن يتم عبر "حملة قومية، تشارك فيها كل القوي السياسية، وتنظيمات المجتمع المدني"، معلنا جاهزية حزبه للمساهمة في ذلك.
ودعا المهدي الحكومة أن تجمع السلاح بـ"طريقة سلمية، وبشكل سلس بعيدا، عن خلق أي توترات أو استخدامٍ للقوة".
وقال وزير الدفاع السوداني، الفريق أول، عوض محمد بن عوف، مطلع أغسطس/ آب الماضي، إن "الجيش حريص على فرض هيبة الدولة، وجمع السلاح من المواطنين (في دارفور)، ولو أدى ذلك لاستخدام القوة".
ولم يقدم المهدي مزيدا من التفاصيل بشأن الخروقات الخارجية، لكن الحكومة أعلنت في مايو/ أيار الماضي، عن معارك ضد قوات من حركة تحرير السودان بزعامة أركو مناوي، قالت إنها انسحبت من ليبيا وجنوب السودان إلى الإقليم، المجاور للبلدين.
وتتهم الخرطوم حركة مناوي بأنها تقاتل كـ"مرتزقة" مع خليفة حفتر، قائد القوات المدعومة من برلمان طبرق، شرقي ليبيا.
وتتهم الحكومة أيضا، حركة العدل والمساواة، بزعامة جبريل إبراهيم، بالقتال إلى جانب رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، ضد زعيم المعارضة المسلحة ريك مشار.
وينفي مناوي وإبراهيم اتهامات الخرطوم، لكن في يناير/ كانون ثان الماضي، أشار تقرير أممي إلى أن الحركتين انسحبتا من دارفور وتعملان كـ"مرتزقة" في جنوب السودان وليبيا.
وبجانب الحركتين، تنخرط أيضا في حرب دارفور، حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور.
والمهدي جزء من تحالف يضم غالبية فصائل المعارضة، بما فيها الحركات الثلاثة المذكورة، لكنه عرضة للانقسامات.
وبحسب الأمم المتحدة، خلفت حرب دارفور 300 ألف قتيل، وشردت نحو 2.7 مليون شخص، لكن الحكومة ترفض هذه الأرقام، وتقول إن عدد القتلى لا يزيد عن 10 آلاف، في هذا الإقليم، الذي يقطنه 7 ملايين نسمة.
وأدى اضطراب الأوضاع إلى انتشار السلاح بين العصابات والقبائل المتنافسة على الموارد الشحيحة، من مراعي وغيرها.
وفي الأعوام القليلة الماضية، أفادت نشرات بعثة حفظ السلام الدولية في الإقليم (يوناميد) أن النزاع القبلي بات "مصدر العنف الأساسي".