شارك المئات من الفلسطينيين في قطاع غزة، مساء اليوم الجمعة، في مسيرات احتجاجية دعت إليها حركة "حماس"، نصرةً للمسجد الأقصى وتنديدا بتفاقم أزمة الكهرباء في القطاع.
وندد المشاركون بالمظاهرات، التي خرجت في مدينة غزة، وشمالي وجنوبي القطاع، بقرار إغلاق إسرائيل للمسجد الأقصى ومنع المصلين من الوصول إليه، مطالبين العالمين العربي والإسلامي بالتحرك لوقف السياسيات الإسرائيلية تجاه "الأقصى".
كما أضاء عشرات الأطفال الذين شاركوا في مسيرة احتجاجية غربي مدينة غزة، شموعا تنديدا باستمرار أزمة الكهرباء التي يعاني منها القطاع، منذ 11 عاما، وتفاقمت منذ إبريل/ نيسان الماضي، لأسوأ حالاتها.
وقال القيادي المحلي في حركة "حماس"، محمد أبو عسكر: "نخرج اليوم احتجاجًا على إغلاق الاحتلال للمسجد الأقصى ومنع الصلاة فيه وتنديدا باستمرار أزمة الكهرباء".
وأضاف أبو عسكر، في كلمة له خلال مسيرة نظمت بمخيم جباليا، شمالي قطاع غزة "المسجد الأقصى يوحّد جميع المسلمين وعلى العدو الإسرائيلي الحذر كل الحذر من التمادي في انتهاكاته".
وفي وقت سابق اليوم، شهدت مدينة القدس عملية إطلاق نار نفذها 3 مواطنين عرب من مدينة أم الفحم، شمالي إسرائيل، ضد أفراد من الشرطة الإسرائيلية، عند أحد بوابات المسجد الأقصى ما أدى لمقتل المنفذين الثلاثة وشرطيين إسرائيليين.
وإثر ذلك، أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن إغلاق أبواب المسجد الأقصى، ومنعت المصلين من الوصول إليه.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أوفير جندلمان، في بيان له، إنه "وفقا لجلسة تقييم موقف ستعقد الأحد المقبل، بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء ومسؤولي الأجهزة الأمنية، سيتقرر متى سيتم افتتاح أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين".
إلى ذلك، احتشد المئات من الفلسطينيين في ساحة السرايا، غربي مدينة غزة، للمطالبة بإنهاء أزمة الكهرباء المتفاقمة، محذرين من كارثة إنسانية قد تصيب القطاع إذا استمر الحال على ما هو عليه.
وقال عبد الله قنديل، متحدثا باسم المشاركين في المسيرة "يجب على الجميع أن يتدخل لإنهاء أزمة الكهرباء في القطاع".
وأضاف قنديل، إن "قطاع غزة فتيل مشتعل والانفجار اقترب في وجه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والاحتلال الإسرائيلي".
والأحد الماضي، قالت سلطة الطاقة في غزة إن أزمة الكهرباء باتت في أسوأ حالاتها، بعد أن وصل المتوفر من كمية التيار الكهربائي 95 ميغاوات فقط، من أصل 450 ميجاوات يحتاجها القطاع.
ويأتي هذا التفاقم في الأزمة، بعد أن أعلنت سلطة الطاقة، السبت الماضي، أن السلطة الفلسطينية منعتها من إرسال تحويلات مالية عبر البنوك الفلسطينية، لشراء الوقود من مصر لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، وهو ما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري بشأنه من السلطة الفلسطينية.
وإضافة إلى توقف محطة توليد الكهرباء بسبب أزمة الوقود، خفضت إسرائيل، في 19 يونيو/حزيران الماضي، إمداداتها من الكهرباء إلى غزة التي تبلغ 120 ميغاواط، بنسبة وصلت إلى 45 %، بناء على طلب من السلطة الفلسطينية، التي تدفع ثمن التيار الكهربائي المباع للقطاع.
وسبق للرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن أعلن في أبريل/ نيسان الماضي، أنه بصدد تنفيذ "خطوات غير مسبوقة"، بغرض إجبار "حماس" على إنهاء الانقسام، وتسليم إدارة قطاع غزة لحكومة التوافق الفلسطينية.