يتواصل توافد جموع الحجاج على مشعر "منى" لقضاء يوم التروية بها، اليوم الأحد، الموافق الـ 8 من ذي الحجة.
يأتي ذلك قبيل توجه الحجيج للوقوف بجبل عرفة، الركن الأعظم للحج غدا الإثنين.
وأفادت فضائية "الإخبارية" السعودية (رسمية) بتواصل توافد حجاج بيت الله الحرام صباح اليوم إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية.
وارتفعت أصوات الحجيج بالتلبية خلال رحلة تصعيدهم من مكة إلى منى، مرددين "لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك"، في صورة روحانية وإيمانية فريدة.
وأعلنت السلطات السعودية، أن عدد الحجاج الذين وصلوا مكة المكرمة بلغ حتى مساء السبت، نحو مليونا و991 ألفا و663 حاجا.
ويقضي حجاج بيت الله الحرام، يوم التروية في مشعر منى، على بعد سبع كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وسمي بيوم التروية؛ لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء، ويحملون ما يحتاجون إليه.
ويتدفق الحجاج صباح غد الـ9 من ذي الحجة إلى صعيد جبل عرفة على بعد 12 كيلومترا من مكة، ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج، وهو الوقوف بعرفة، ثم ينفر الحجيج مع مغيب شمس يوم عرفات إلى مزدلفة.
ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر لرمي جمرة العقبة والنحر، ثم الحلق والتقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.
ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاث (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكة لأداء طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج.
ويقع مشعر "منى" بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، وهو مشعر داخل حدود الحرم، وهو واد تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يسكن إلا مدة الحج، ويحدّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.
ويقول المؤرخون، إن تسمية "منى" أتت لما يراق فيها من الدماء المشروعة في الحج، وقيل لتمني آدم فيها الجنة، ورأى آخرون أنها لاجتماع الناس بها، والعرب تقول لكل مكان يجتمع فيه الناس: مِنى.
وبمنى رمى إبراهيم، عليه السلام، الجمار، وذبح فدية لابنه إسماعيل، عليه السلام، وبمنى نزلت سورة النصر، أثناء حجة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم.