تعليقاً على المحادثات الجارية بين أنقرة وواشنطن بشأن مدينة منبج السورية، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إنّ تركيا والولايات المتحدة لم تتوصلا إلى اتفاق، بل تفاهما على ضرورة إحلال الاستقرار في منبج وشرقي نهر الفرات.
وجاءت تصريحات جاويش أوغلو هذه في مؤتمر صحفي مشترك عقده اليوم الأربعاء، مع وزير الخارجية والعلاقات الدولية في ليسوتو "ليسيغو ماكغوثي" بالعاصمة أنقرة.
وأوضح جاويش أوغلو أنّ انسحاب عناصر تنظيم "ي ب ك" الإرهابي من مدينة منبج لا يكفي بالنسبة لتركيا، بل سيأتي الدّور للمدن الأخرى بعد منبج.
وأضاف جاويش أوغلو أنه في حال توافق الجانبان على خريطة طريق مجموعة العمل (التركية الأمريكية)، "فإنه بالإمكان القول أننا توصلنا لاتفاق، أمّا الآن فهناك تفاهم فقط".
يذكر أنّ تركيا والولايات المتحدة، توصلتا خلال الزيارة التي أجراها وزير الخارجية الأمريكي المُقال ريكس تيلرسون إلى أنقرة مؤخراً، إلى اتفاق بشأن تشكيل آلية عمل مشتركة، لمناقشة الخلافات القائمة بين البلدين.
وتتضمن هذه الآلية إنشاء 3 آليات عمل ثنائية، على أن يكون فريق العمل الأول متخصص بالعمل المشترك حول تنظيم "فتح الله غولن" الإرهابي، والقضايا القنصلية بين الجانبين.
وتُعنى المجموعة الثانية بالملف السوري وقضايا التعاون لهزيمة تنظيم "داعش" والمجموعات الإرهابية الأخرى، حيث سيقوم الفريق ببحث كيفية التزام واشنطن بتعهداتها التي قطعتها لتركيا حول منبج، وتوفير الأمن للمناطق المحررة من "داعش"، ومسألة الحل السياسي بسوريا.
أما فريق العمل الثالث، فسيهتم بمسألة الحرب المشتركة ضد منظمة "بي كا كا" الإرهابية.
وردا على سؤال حول اتصاله الهاتفي الأخير مع نظيره الأمريكي المُقال ريكس تيلرسون، قال جاويش أوغلو: "هذه ليست المرة الأولى، فأنا أتصل بكافة نظرائي بعد انتهاء عملهم، وأشكرهم على التعاون".
وأشار جاويش أوغلو إلى أنّ العلاقات التركية الأمريكية تمر بمرحلة حساسة جداً، خاصة وأنّ مطالب تركيا من واشنطن، لم تتحقق بعد.
وتطرق جاويش أوغلو إلى القمة التركية الأوروبية المزمع عقدها في مدينة فارنا البلغارية في 26 مارس/ آذار الجاري، قائلاً: "مطلب تركيا واضح وهو التزام الجانب الأوروبي بتنفيذ كافة الاتفاقيات والمعاهدات التي أُبرمت مع أنقرة في السابق".
وأردف قائلاً: "هناك اتحاد أوروبي لا يعرف ماذا يريد، وبسبب مواقفه تجاه تركيا، فإننا لا ننتظر أن يحدث تقدم في مسألة انضمام أنقرة إلى الاتحاد ، وعلى الأخير إعادة النظر في سياساته بمعزل عن علاقاته مع تركيا".
وأكّد جاويش أوغلو أنّ القمة المنتظرة التي سيشارك فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ستتناول قضايا هامة مثل إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى منطقة شنغن الأوروبية واتفاقية إعادة القبول المبرمة بين الجانبين، والتعهدات الأوروبية حيال تقديم مساعدات مالية للاجئين السوريين في تركيا.
من جانبه أشاد ماكغوثي بالسياسات التركية المتبعة تجاه دول القارة الافريقية، مشيراً أنّ أنقرة تساهم في نهضة افريقيا عبر الشراكات التي تعقدها مع حكومات تلك الدول.
وأعرب ماكغوثي عن سعادته لزيارة العاصمة التركية، مؤكداً أنّ محادثاته مع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، وجاويش أوغلو كانت بناءة ومثمرة للغاية.