اعتبر عيسى عمرو، وهو ناشط حقوقي فلسطيني، الثلاثاء، أن مقاطعة الولايات المتحدة الأمريكية لجلسة مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة بشأن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة تمثل "خطوة غير منطقية، ولا تخدم السلام".
وقاطعت واشنطن هذه الجلسة، أمس، متهمة مجلس حقوق الإنسان بـ"الانحياز ضدّ إسرائيل منذ أمد طويل"؛ بسبب إدراجه أوضاع حقوق الإنسان في فلسطين وغيرها من الأراضي العربية المحتلة من قبل إسرائيل كجزء من جدول أعماله.
وخلال مؤتمر صحفي في مكتب الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية، مقر المجلس، دعا عمرو المجتمع الدولي والإعلام إلى زيادة الضغط على إسرائيل.
وأضاف أن إسرائيل لجأت إلى كافة الوسائل لإسكات المدفعين عن حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق الإنسان عامة.
ومضى قائلا إن "الشعب الفلسطيني يريد السلام، لكن إسرائيل لا تريد السلام؛ فالإسرائيليين يرون أنفسهم أقوياء جدا، ويريدون المزيد من الاحتلال وأراض الشعب الفلسطيني".
ومفاوضات السلام بين الجانبين متوقفة، منذ أبريل/ نيسان 2014؛ جراء رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والقبول بحدود 1967 كأساس للتفاوض، والإفراج عن أسرى فلسطينيين قدماء في سجون إسرائيل.
من جانبه، قدم مايكل لينك، مقرر الأمم المتحدة المعني بأوضاع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى الجلسة تقريره الذي يضم انتهاكات تعرض لها مدافعون عن حقوق الإنسان.
وقال لبنك، في خاطب إلى أعضاء المجلس، إن "المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني يتعرضون لهجوم واعتقال وتوقيف وتهديدات من قبل إسرائيل".
فيما قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، في بيان، إن "واشنطن ستصوت ضد أي (مشروع) قرار يطرح تحت بند انتهاك حقوق الإنسان في فلسطين وباقي الأراضي العربية المحتلة".
وبدأت اجتماعات الدورة الـ 34 لمجلس حقوق الإنسان يوم 27 فبراير/شباط الماضي وتستمر حتى 24 مارس/آذار الجاري.
و"مجلس حقوق الإنسان" هو هيئة حكومية دولية داخل منظومة الأمم المتحدة مؤلفة من 47 دولة، ومسؤولة عن تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها في جميع أرجاء العالم.
وفي خطوة غير مسبوقة على مستوى المنظمة الدولية، أعلنت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، الأربعاء الماضي، عن تقرير يتهم إسرائيل باستخدام سياسة "الفصل العنصري" (أبارتايد) بحق الشعب الفلسطيني.
وتقدمت الأمينة التنفيذية للجنة، الأردنية ريما خلف، باستقالتها، يوم الجمعة الماضي، متهمة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونير غوتيريش، بالضغط عليها لسحب التقرير، الذي أثار غضب تل أبيب وواشنطن.
وأثنى مندوبا الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في الأمم المتحدة على رفض غوتيريش لتقرير "إسكوا"، الذي يتهم إسرائيل بالعنصرية، وأشادا بقبوله استقالة ريما خلف.