قال رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية التونسية، محرز بوصيان، إن بلاده إلى جانب المغرب والجزائر ثلاثي قادر على تنظيم أي دورة للألعاب الأولمبية شرط توحيد كافة إمكانياتها لاستضافة مثل هذا الحدث الذي يعد من أبرز المسابقات الدولية الرياضية.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع بوصيان تحدّث خلالها أيضا عن المشاركة الأخيرة لتونس في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في مدينة "ريو دي جانيرو" البرازيلية الصيف الماضي، والعمل الذي ينتظر اللجنة في السنوات المقبلة حتى يحتل رياضيو بلاده مراكز متقدمة قاريا وإقليميا وعالميا على مستوى النتائج.
وشهدت الألعاب الأولمبية الماضية في صيف 2016 بمدينة "ريو دي جانيرو" البرازيلية مشاركة تونسية هي الخامسة عشرة في تاريخها منذ دورة العام 1960، وكانت مشاركة قياسية بعدد الرياضيين وأيضا بالنتائج التي حققها لاعبوها.
واعتبر رئيس اللجنة الأولمبية التونسية (تأسست عام 1957) أن "بلدان شمال إفريقيا تونس والجزائر والمغرب قادرة بتوحيد كل إمكانياتها أن تنظم هذا الحدث (ينظم كل 4 سنوات ويحظى باهتمام عالمي كبير)، وهو ما يتطلب جاهزية ورغبة من حكومات هذه البلدان في تنظيم مثل هذه المسابقات الدولية".
وأضاف "بوصيان" (56 عاما) أن "تنظيم دورة أولمبية يحتاج حشدًا ماليا ولوجستيا كبيرا وتوفير بنية تحتية متطورة وشبكة اتصالات ونقل وخدمات وسياحة في مستوى عالٍ".
ولفت إلى أن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، توماس باخ، وضع مشروعًا في الأجندة الأولمبية يمكن دولتين أو ثلاث دول من تنظيم الأولمبياد مستقبلًا.
وأشار إلى أن "الدورة المقبلة من الألعاب الأولمبية 2020 المقررة بمدينة طوكيو اليابانية، ونسخة العام 2024 تتنافس على استضافتها باريس ولوس أنجلوس".
وبلغة الأرقام حدد "بوصيّان" نصيب مشاركة اللجنة في تمويل إعداد لاعبيها للأولمبياد رغم الإمكانيات المحدودة بقرابة مليون دولار، إضافة إلى ميزانية تكميلية من الدولة بنفس القيمة تضاف إلى الميزانيات المرصودة من الاتحادات الرياضية، وهو ما اعتبره ميزانيات ضعيفة قياسا بما ترصده البلدان الأخرى المتراهنة على تحقيق نتائج إيجابية أولمبيًا.
وأرجع "بوصيان" الفضل في ما تم إنجازه في أولمبياد ريو دي جانيرو إلى "الأبطال التونسيين الذين تفوقوا على أنفسهم، كما أن المتوجين الثلاثة سيكونون متواجدين في النسخة المقبلة في العاصمة اليابانية طوكيو عام 2020".
يشار إلى أن تونس حصلت في أولمبياد ريو دي جانيرو على ثلاثة ميداليات برونزية في المبارزة والمصارعة والتايكوندو ذهبت على التوالي إلى إيناس بوبكري ومروى العمري وأسامة الوسلاتي، وتعتبر هذه أول مرة تتحصل فيها تونس على ميداليات في هذه الرياضات.
رئيس اللجنة الأولمبية التونسية أكد على أن بلاده حققت المهم بنيل ثلاث ميداليات فضلا عن تواجد خمسة لاعبين آخرين مصنفين ضمن العشرة الأفضل في رياضاتهم (سارة وعزة بسباس في المبارزة، نهال الشيخ روحه في الجودو، وعمر يحيى في العدو وألفة الشارني في الرماية).
"بوصيان" الذّي يمتهن المحاماة ورشح نفسه لانتخابات الرئاسة في تونس سنة 2014، اختير ملفه لينال المنصب من بين 42 مرشحًا، اعتبر أن "اللجنة الأولمبية الدولية موازية لمنظمة الأمم المتحدة لكن في الحقل الرياضي، وهي محليًا تتعايش وتتكامل في عملها مع وزارة شؤون الشباب والرياضة سواء على مستوى رياضيي النخبة (التنافس والمنتخبات) أو بتأمين الرياضة كحق يكفله الدستور".
وبيّن أنه "منذ توليه رئاستها قبل ثلاث سنوات حققت اللّجنة أكثر من 70 في المائة من الأهداف المرسومة".
وتابع: "رغم الظروف والإمكانيات المتواضعة لتحضير الرياضيين والتغييرات المتتالية على رأس وزارة الشباب والرياضة (أربع وزراء خلال ثلاث سنوات)، تمكن 61 رياضيا من التأهل إلى أولمبياد 2016 في 17 رياضة، وهو رقم أكثر من محترم مقارنة بعدد سكان البلاد الذي لا يتجاوز 11 مليون نسمة".
وعن عدم تحصيل الأسماء الكبرى لنتائج في الأولمبياد الماضي (العداءة حبيبة الغريبي والسباح أسامة الملولي ولاعبي الجودو فيصل جاء بالله ونهال الشيخ روحو) أكد "بوصيّان" أن اللجنة "قدمت لهذه الأسماء منحة للتحضير ومن لم يسعفه الحظ في التتويج عليه العمل أكثر في المناسبات المقبلة".
في المقابل، كان التألق بالنسبة لتونس في الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة حيث حققت بعثها المكونة من 31 عنصرا 19 ميدالية (7 ذهبية و6 فضية و6 برونزية) احتلت بها تونس المرتبة 21 عالميًا من جملة 76 بلدًا مشاركًا.
وفي هذا الصدد أكد الرجل أن هذه الفئة من الأبطال تستحق العناية والدعم على كل المستويات من قبل اللجنة الأولمبية التونسية ومن قبل الحكومة، والسبب هو غياب لجنة "بارا- أولمبية" في تونس حيث تتواجد ضمن عناية الجامعة (الاتحاد) التونسية لذوي الاحتياجات الخاصة.
وتحدث رئيس اللجنة الأولمبية التونسية عن الأهداف المرسومة في الفترة المقبلة وأهمها إرساء الشفافية التامة في انتخابات الجامعات (الاتحادات) الرياضية وتطوير التشريع الرياضي بما يتماشى مع المعايير الدولية وتحسين النتائج مستقبلا في مختلف الاختصاصات.
وشدد على أن "دور اللجنة سيتواصل من أجل دعم كل الرياضيات على اختلافها مع تحسين ميزانيات الاتحادات وتحصيل نتائج أفضل في الدورات الأولمبية المقبلة، والمشاركة بشكل فعّال في إعادة رسم المشهد الرياضي سواء على مستوى التشريع أو البنية التحتية أو استضافة التظاهرات الدولية وإعطاء أفضل صورة لشباب تونس وإبعاده عن كل مظاهر التطرف السلوكي".
وبحسب "بوصيان" فإن اللجنة منظمة وطنية غير حكومية تابعة للجنة الدولية الأولمبية وهي مستقلة ماليًا عن الدولة وتوفر مداخيل لدعم الرياضة محليًا في مختلف الاختصاصات.