قال رئيس وزراء إستونيا، الرئيس الدوري للاتحاد الأوروبي، يوري راتاس، إن بلاده "دعمت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد دائما، وستواصل دعمها".
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول، مع راتاس الذي بدأ زيارته لتركيا يوم الثلاثاء الماضي، تطرق خلالها إلى قضايا عدة على رأسها العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، وأجندة بلاده المتعلقة بالكيان الأوروبي.
وأعرب رئيس الوزراء، خلال حديثه، عن سعادته حيال ما وصلت إليه العلاقات الجيدة التي تربط بين بلاده وتركيا، مشيرا إلى أن الدولتين عضوتان في حلف شمال الأطلسي "ناتو".
وأضاف: "آمل أن يزداد تعاوننا في مجال الاقتصاد والأعمال بشكل أكثر، واعتقد أن هناك إمكانيات جيدة لذلك".
في ذات السياق تابع قائلا: "نرى استثماراتكم (الأتراك) في استونيا، كما أن هناك رحلات مباشرة تجريها الخطوط الجوية التركية بين البلدين، وكل هذه الأمور تعد مؤشرًا جيدًا على مستقبل أفضل للعلاقات الثنائية".
كما لفت إلى وجود عدد كبير من الطلاب الأتراك في استونيا، يتلقون تعليمهم في إطار برنامج "ايراسموس" الأوروبي للتبادل الطلابي.
وأكد أن استونيا اطلقت شعار "الاتحاد من أجل التوازن" خلال رئاستها الدورية للاتحاد الأوربي، واصفا العلاقات بين تركيا والاتحاد بالـ"الاستراتيجية".
ومطلع يوليو/تموز الماضي، تولّت أستونيا، رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، لمدة 6 أشهر، خلفا لمالطا، على أن تنتهي رئاستها في 31 ديسمبر/ كانون أول المقبل.
وعن العلاقات بين أنقرة والاتحاد، قال راتاس: "استونيا دعمت عضوية تركيا في الاتحاد دائما، وستواصل ذلك. ونعلم أن هناك بعض القضايا الصعبة بين الطرفين".
واستطرد في ذات السياق بالقول "لقد أبلغت نظيري التركي بن علي يلدريم خلال لقائنا بأنقرة في هذه الزيارة، أنه من الممكن أن نتخذ مزيدًا من الخطوات خلال رئاستنا الدورية للاتحاد(بشان علاقات أنقرة وأوروبا".
وفي الوقت ذاته شدد على ضرورة اتخاذ أنقرة "مزيدٍ من الجهود للتعاون الوثيق مع الاتحاد.. علينا أن نجد الحل معا".
جدير بالذكر أن تركيا تقدمت بطلب رسمي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في 14 أبريل/نيسان 1987، وفى 12 ديسمبر/كانون أول عام 1999، اعتُرف بها رسميًا كمرشح للعضوية الكاملة.
وأعرب راتاس عن أمله في بناء أنقرة والاتحاد الأوروبي علاقات جيدة ومستمرة، مضيفا: "الجانبان بحاجة ماسة إلى ذلك".
وتابع "إن كُنا نجلس معا على طاولة الناتو، وإن كنا نمتلك رؤى ومواقف مشتركة بشأن إنشاء عالم يسوده السلام، فأنا أثق بإمكاننا إيجاد التوازن والحل بين تركيا والاتحاد".
وأضاف "وبطبيعة الحال، فإن هذا التعاون مرتبط بمبادئ أساسية وقيم مشتركة مثل سيادة القانون وحقوق الإنسان والحريات الأساسية".
وذكر رئيس الوزراء أنه يرى جوانبًا إيجابية أكثر من التطورات السلبية، في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي.
وبخصوص زيارته مخيم اللاجئين السوريين في قضاء "نيزيب" بولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، أمس أول الأربعاء، قال راتاس: "مسألة اللاجئين في جدول أعمالنا، كما أنها تعد واحدة من أهم القضايا التي تأتي على رأس أولويات رئاستنا للاتحاد".
ولفت إلى أن زيارته إلى المخيم أعطته فرصة لقاء اللاجئين، مشيدا بالحفاوة التي تبديها تركيا في استضافة اللاجئين.
وأنفقت تركيا من مواردها الحكومية، 12.1 مليار دولار، منذ 2011، من إجمالي 25 مليار دولار أنفقتها مع هيئات خيرية ومنظمات المجتمع المدني وأفراد، في المقابل وصلت مساعدات المجتمع الدولي للاجئين في تركيا 526 مليون دولار فقط، خلال نفس الفترة.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين والعراقيين في تركيا 3 ملايين، بحسب أرقام رسمية.
وأضاف رئيس وزراء أستونيا "قلت لرئيسة بلدية غازي عنتاب (فاطمة شاهين)، إن جهود تركيا واستثماراتها تجاه اللاجئين مؤثرة جدا. ورأيت هناك الأجواء الودية الدافئة".
وأشار إلى أن بلاده ستركز على قضايا التكنولوجيا الرقمية، والخدمات الإلكترونية، وتنقل البيانات بحرية وأمان، في إطار أجندة الاتحاد.
ولفت إلى أن قضايا الدفاع والأمن بين أولوياتهم، مضيفا: "يسرني أن أرى استعداد الكثير من دول الاتحاد لتقديم المزيد من المساهمات في هذه القضايا. وأعتقد أن حلف شمال الأطلسي(ناتو) والاتحاد الأوروبي في تعاون جيد".
كما شدد على أهمية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في محاربة الإرهاب.
وأمس أول الأربعاء استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء بن علي يلدريم، راتاس في العاصمة أنقرة.