قال رئيس تحرير وكالة "أراكان" للأنباء (غير حكومية)، صلاح عبد الشكور، إن حكومة ميانمار تمارس "الإبادة الجماعية" بحق أقلية "الروهنغيا" المسلمة، وتحاصرهم "أمنيًا واقتصاديًا"، داعيًا حكومات العالم إلى التحرك لإنقاذهم، ومشيدًا بجهود تركيا لتخفيف معاناتهم.
ومنذ 25 أغسطس/ آب الماضي، يشن جيش ميانمار ومليشيات بوذية، وفق نشطاء، هجمات بحق "الروهنغيا" في إقليم "أراكان" (رخين- غرب) ما أدى، وفق الناشط الحقوقي، عمران الأراكاني في تصريح سابق للأناضول، إلى سقوط 7 آلاف و354 قتيلًا، و6 آلاف و541 جريحًا من "الروهنغيا"، حتى 6 سبتمبر/ أيلول الجاري.
رئيس وكالة "أراكان"، المعنية بنقل أخبار مسلمي "أراكان" و"الروهنغيين" في العالم عامة، أوضح في حوار مع الأناضول، أن "قضية الروهنغيا لها 3 أبعاد، وهي العرقي والسياسي والدين، وجميعها ليست منفصلة عن بعضها، فعرقية الروهنغيا قوية وكبيرة، ولها حضور ووجود في الإقليم".
وبشأن الجانب السياسي، قال إن "الحكومة لا تريد أن يصل الروهنغيون إلى الحكم في أراكان، ولهذا تعمل على إبادة هذه الأقليمة، وأما البعد الديني فيتمثل في محاربة الحكومة للإسلام والملسمين، عبر التحشيد الإعلامي ضدهم من جانب البوذيين (الغالبية في ميانمار)".
وبموجب قانون أقرته ميانمار، عام 1982، حُرم نحو 1.1 مليون مسلم من "الروهنغيا" من حق المواطنة، وتعرضوا لسلسلة مجازر وعمليات تهجير، ليتحولوا إلى أقلية مضطهدة في ظل أكثرية بوذية وحكومات غير محايدة.
** جيش فاشي
عبد الشكور شدد على أن "جيش ميانمار دكتاتوري وفاشي بشكل كبير.. هم يحملون تمييزًا عنصريًا كبيرًا في قلوبهم، لأن ديانة الروهنغيين هي الإسلام.. هم لا يريدون وجود أي مظاهر إسلامية في إقليم أراكان".
ولتحقيق ذلك، وفق عبد الشكور، "تفرض حكومة ميانمار حصارًا اقتصاديًا وأمنيًا وإنسانيًا (منع وصول المساعدات الإنسانية) على أراكان، وهذا ليس فقط منذ بدء الأحداث الأخيرة، بل منذ سنوات طويلة، فلا توجد منظمات حقوقية ولا مراكز لرصد الأحداث، وهذا الإقليم مهمش منذ زمن طويل، والوضع يزداد سوءًا، وقد اكتشفنا مقابر جماعية".
ومضى قائلًا إن "الروهنغيا يتعرضون لإبادة جماعية كارثية.. ندعو حكومات العالم إلى التحرك لإنقاذ هؤلاء البشر، في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها هذه الأيام خصوصًا".
ودعت منظمتا "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية" الحقوقيتان الدوليتان، الثلاثاء الماضي، مجلس الأمن الدولي إلى الضغط على حكومة ميانمار لوقف "التطهير العرقي" بحق أقلية "الروهنغيا".
وقال رئيس وكالة "أراكان" إن "النازحين داخل الإقليم تجاوز عددهم 300 ألف، ويوجد في بنغلاديش أكثر من 330 ألف لاجئ، وفق إحصاءاتنا حتى الثلاثاء الماضي، وما تزال أعداد اللاجئين في ازدياد يومًا بعد آخر".
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة، الإثنين الماضي، أن عدد اللاجئين من "الروهنغيا" في بنغلاديش بلغ 370 ألفًا.
** تحركات إسلامية
وتوجه رئيس وكالة "أراكان" إلى العالم الإسلامي بقوله: "مطلوب من الدول الإسلامية أن تتحرك، فقضية أراكان لم تعد قضية فردية، كونها إبادة وتطهير عرقي لأقلية مسلمة.. نطالب الحكومات الإسلامية بأن تتواصل عبر سفاراتها مع حكومة مينمار، لتحريك ملف الروهنغيا".
وتعتبر حكومة ميانمار مسلمي "الروهنغيا" "مهاجرين غير شرعيين من بنغلادش"، فيما تصنفهم الأمم المتحدة "الأقلية الدينية الأكثر تعرضًا للاضطهاد في العالم".
وشدد على أن "الشعوب الإسلامية عليها دور كبير في نصرة إخوانهم من أقلية الروهنغيا، بالعمل عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي على إظهار التعاطف مع هذا الشعب المغلوب على أمره".
وأشاد عبد الشكور بـ"الجهود الكبيرة التي تبذلها تركيا حكومة وشعبًا ووقفتها النبيلة والمشرّفة للتخفيف من معاناة الشعب الروهنغي".
وختم بقوله: "نثمن كثيرا الجهود التي تبذلها تركيا، عبر الدوائر الحكومية والمنظمات والإنسانية والحقوقية، والروهنغيون في العالم يدعون الله أن يحفظ الشعب التركي من كل سوء، ويجزيه خير الجزاء على وقفاته النبيلة والمشرفة مع قضية الروهنغيا".