نظرا لارتفاع درجات الحرارة، وتجاوزها حاجز الأربعين، يلجأ رعاة الأغنام في ولاية شانلي أورفا جنوب شرقي تركيا، إلى الخروج بأغنامهم إلى المراعي في شهر رمضان مع بدء اختفاء الشمس في السماء.
ويُمثل شهر رمضان المبارك الذي يحل هذا العام مع بداية فصل الصيف، فرصة خيالية لرعاة الأغنام في المدينة، لتناول وجبتي الإفطار والسحور فوق قمم الجبال، في جو لم يشهده كثيرون.
وعلى قمم جبال "تك تك" التي تبعد 60 كيلومترا عن مركز شانلي أورفة، يجتمع الرعاة مع بدء غروب الشمس، وينشغل بعضهم بنصب الخيام والمظلات، وبعض آخر يُجهز الأطعمة والمشروبات، فضلا عن آخرين يتابعون رعي الحيوانات.
عدسة الأناضول، رصدت رحلة رعاة جبال "تك تك" الشاقة والمليئة بالغبار، بداية من خروجهم بالأغنام، مرورا بصعودهم الجبال، وحتى مرحلة تجهيزهم الأطعمة واحتساء المشروبات.
"رغم درجة الحرارة المرتفعة، وظروف عملنا الشاقة، لكننا لم ولن نفرط أبدا في أداء فريضة الصوم"، بهذه الكلمات افتتح محمد صالح جيمان، أحد رعاة جبال تك تك، حديثه عن رحلته.
وأضاف "الأمر ليس جديدا بالنسبة إلينا، اعتدنا على حلول رمضان مع فصل الصيف خلال الأعوام الماضية (..) ونعي صعوبة العمل، لكن تناول الإفطار والسحور، واحتساء الشاي مع الأصدقاء على قمم الجبال في هذا الجو، له طعم آخر".
وتابع "مذاق كل شئ هنا مختلف، بركة شهر الصيام، وجلسات الأصدقاء، تنسينا كافة ما نعانية من متاعب".
وعن وقت السحور، أوضح "جيمان" أنهم يتناوبون على رعي الأغنام خلال ساعات الليل أيضاً، وأنهم يستعينون في ذلك بكشافات يدوية، فضلا عن ضوء القمر.