قال مبعوث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الخاص إلى أفغانستان، زامير كابولوف، إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يرتكب الخطأ نفسه الذي ارتكبه سلفه باراك أوباما (2009-2017)، من خلال الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في أفغاسنتان.
وبدأت الولايات المتحدة، مؤخرا، تطبيق إستراتيجية ترامب الجديدة بشأن أفغانستان؛ حيث أعلن وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، أن واشنطن سترسل قرابة 3 آلاف عسكري إضافي إلى البلد الآسيوي.
وقبل أسابيع كشف ترامب عن استراتيجيته الجديدة، ووصف الخروج السريع لقواته من أفغانستان بـ"غير المقبول"، محذرا من إحداث "فراغ" يستفيد منه "الإرهابيون"، ورافضا تحديد تاريخ لمغادرة قواته هذا البلد، الذي غزته واشنطن، عام 2001، وأسقطت نظام حكم حركة "طالبان"، لتوفيره مأوى لتنظيم "القاعدة"، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه على الولايات المتحدة.
** ضحايا مدنيون
المبعوث الروسي، الذي تناصب بلاده واشنطن العداء في ملفات عديدة، اعتبر، في مقابلة مع الأناضول، أن الإستراتيجية الأمريكية الجديدة "ستتسبب باستمرار الاشتباكات وسقوط الضحايا المدنيين في أفغانستان".
واعتبر أن "إدارة الرئيس السابق أوباما لم تتمكن من تحقيق أي نتائج عقب زيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان إلى 30 ألف جندي، والإدارة الحالية، برئاسة ترامب، ترتكب الخطأ نفسه بإرسال مزيد من الجنود".
وتمتلك الولايات المتحدة حاليا 11 ألف عسكري في أفغانستان، وهو عدد لا يشمل القوات مؤقتة الانتشار، وفق وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون).
ومستنكرا، تساءل كابولوف: "ما الذي تريد الإدارة الأمريكية تحقيقه بإرسال عدد أقل من الجنود (مقارنة مع إدارة أوباما).. علما بأن فكرة ممارسة الضغط العسكري لتشجيع حركة طالبان على الحوار أثبتت فشلها بالفعل".
وتعد أفغانستان إحدى ساحات المواجهة غير المباشرة بين روسيا والولايات المتحدة؛ حيث تتهم واشنطن موسكو بدعم مسلحي "طالبان"، الذين يسيطرون على نحو 40% من الأراضي الأفغانية، وهو ما تنفي روسيا صحته.
وعام 1979 دفع الاتحاد السوفيتي السابق بقوات إلى أفغانستان، لدعم الحكومة الصديقة لموسكو، في مواجهة مسلحين مناهضين للاتحاد السوفيتي، ومدعومين من دول أخرى، على رأسها الولايات المتحدة، واضطرت موسكو، تحت وطأة خسائر بشرية ومادية كبيرة، لسحب قواتها، عام 1989.
** آلية للحوار
ووفق المبعوث الروسي إلى أفغانستان "من الممكن إيجاد حل مناسب للوضع الراهن في أفغانستان، عن طريق عملية السلام، وبدعم من الدول المعنية على الصعيدين الإقليمي والدولي".
وشدّد على أن "روسيا تؤيّد انتهاج موقف عادل يراعي مصالح جميع الدول في المنطقة، وأبوابها مفتوحة أمام الولايات المتحدة للمشاركة في هذه الآلية، التي تتيح إمكانية تأسيس منصة للحوار بين سلطات كابول وحركة طالبان".
وتحدث كابولوف عن وجود بديل روسي آخر، في حال رفضت الولايات المتحدة تلك المبادرة؛ حيث "يمكننا نقل هذه الآلية إلى منظمة شانغهاي للتعاون، التي تعدّ باكستان والهند عضوين جديدين فيها، وإيران وأفغانستان دولتان مراقبتان".
** مشاكل داخلية
وتطرق المبعوث الروسي إلى الوضع الأفغاني الداخلي بقوله إن "الحكومة الأفغانية الحالية لم تتمكن من لمّ شتات شرائح المجتمع المختلفة".
وتابع بقوله: "توجد ميول تظهر ابتعاد مؤسسات الدولة عن الإدارة المركزية، وتأسيس تحالفات معارضة، فضلا عن المجموعات الإثنية".
ودعا كابولوف المسؤولين الأفغان إلى "التخلص من الاضطرابات السياسية، وحماية الوحدة الوطنية، خاصة أن هذا الأمر يشكّل أهمية كبيرة للغاية في ظل التهديد الذي يشكّله تنظيم داعش الإرهابي في الوقت الراهن".