قال سفير دولة قطر لدى واشنطن، مشعل حمد آل ثاني، إن حملة المقاطعة التي شنتها بعض الدول الخليجية والعربية ضد بلاده "لا تتعلق بالإرهاب، بل الأمر يتعلق باستقلال قطر، والذي يراه البعض تهديدًا لهم".
كلام آل ثاني جاء في مقال نشرته، الإثنين، صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أكد فيه أن "الحملة الحالية ضد قطر ليست حول الإرهاب أو قناة الجزيرة أو أي من القضايا الأخرى التي تبرزها الدول المقاطعة، بل الأمر يتعلق باستقلال قطر، والذي يراه البعض تهديدًا لهم".
وأضاف أن "قطر تتعاون مع الجميع في مكافحة الإرهاب، لذلك يظل السؤال الأكثر واقعية هو معرفة موقع الإمارات وغيرها من الدول من ذلك التهديد الوجودي (الإرهاب) الذي تُتهم به قطر".
وموجهًا رسالته إلى نظيره الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، كتب السفير القطري "يتعين على السفير العتيبة أن يدرك أن الأمم المتحدة ووزارة الخزانة الأمريكية تتهمان أكثر من 10 أضعاف من المشتبه في أنهم إرهابيون أويمولون إرهابيين من البلدان المقاطعة لقطر مقارنًة بالدوحة ذاتها".
وتابع أنه "من المؤكد أن سيادته يتذكر أيضًا أن تقرير لجنة تفجيرات سبتمبر 2001 الأمريكي أشار إلى دور بلاده في عمليات غسيل أموال خاصة بمجموعات إرهابية، وأن الإماراتيين هم من كانوا من خاطفي الطائرات التي استهدفت برج التجارة العالمي (في نيويورك عام 2001، وليسوا القطريين، بحسب التقرير ذاته".
وجاءت اتهامات السفير القطري لدولة الإمارات، في أعقاب تصريح السفير الإماراتي لدى واشنطن، بأنه يتوجب على قطر "الانضمام مجددًا لمجموعة الدول المسؤولة".
وفي السياق، انتقد السفير القطري اتهام نظيره الإماراتي لقناة "الجزيرة" بأنها "تحرض على العنف".
وأردف قائلًا إنه "يبدو أن العتيبة أغفل الإشارة إلى تمويل الإمارات للانقلاب العسكري الذي أطاح بأول حكومة منتخبة ديمقراطيًا في مصر، فضلًا عن تمويل الانقلابيين الذين حاولوا الإطاحة بالحكومة المنتخبة في تركيا".
وأشار آل ثاني إلى أن تصرفات الإمارات ضد بلاده ليست "وليدة اللحظة، بل هي حملة مستمرة في الظل، كشفتها رسائل البريد الإلكتروني المسربة للسفير الإماراتي يوسف العتيبة، بداية يونيو/حزيران الجاري".
واعتبر آل ثاني أن "ما يدل على موقف الإمارات المعادي لبلاده، هو عدم لجوء الأخيرة إلى مسؤولي مجلس التعاون الخليجي قبل اتخاذ حزمة تدابير وإجراءات اقتصادية عدائية ضد الدوحة".
كما طالب السفير القطري أشقاء بلاده في مجلس التعاون الخليجي بـ"التأكد من أن قطر لا تمثل تهديدًا لأي دولة، كما أنها دولة مستقلة لن يتم إرهابها".
ومنذ 5 يونيو/حزيران الجاري، قطعت 7 دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وهي: السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وموريتانيا وجزر القمر، واتهمتها بـ"دعم الإرهاب"، فيما نفت الدوحة تلك الاتهامات.
وشدّدت الدوحة أنها تواجه حملة "افتراءات" و"أكاذيب" تهدف إلى فرض "الوصاية" على قرارها الوطني.