قال سانغ كي بايك، الذي عمل مترجما للكتيبة التركية، إبان الحرب الكورية، إن "الصداقة المكتوبة بالدماء بين تركيا وكوريا الجنوبية لن تموت".
جاء ذلك خلال حديثه للأناضول، عن ذكرياته بصفته شاهد عيان على الحرب التي وقعت بين 1950 و1953، وبسالة القوات التركية التي شاركت في المعارك.
وأوضح بايك (87 عاما) أنه كان طالبا في كلية الحقوق بجامعة تياغو، عندما اندلعت الحرب، "بسبب المنافسة بين الولايات المتحدة وروسيا والصين".
ولفت إلى أنه بعد اندلاع الحرب، وصلت طلائع الكتيبة التركية الأولى إلى المنطقة في سبتمبر/ أيلول 1950.
وأردف أن "الوحدات بقيادة الأمم المتحدة، كانت بدأت في دحر الاحتلال الشمالي، حيث انسحبت الجيوش الشمالية من سيؤول وتراجعت إلى شمال نهر يالو".
وأوضح أن القوات التركية اجتمعت في جامعة تياغو التي يدرس فيها، وأكملت استعداداتها هناك، حيث تطوع للعمل مترجما معها باللغة الانكليزية.
ونوه بأن الأهالي احتضنوا القوات التركية من كل قلبهم، حيث أبدى الجنود الأتراك اهتماما بالشعب، وأوضح بايك أن الجنود كانوا يزورنه في منزله، و"يحتسون الشاي معا".
وأشار إلى أن القوات التركية وبعد شهر من التحضيرات في تياغو، توجهت إلى منطقة كانوري، فيما دخل مليون جندي صيني متطوع من منشوريا باتجاه المنطقة.
ولفت إلى أن القوات الصينية تمنكت من محاصرة الجنود الأتراك، الذين أظهروا بسالة كبيرة، حيث صمدوا لمدة 3 أيام، ما وفر وقتا أمام قوات الأمم المتحدة للانسحاب.
وأردف: "الجندي التركي دائمًا كان يتقدم إلى الأمام ولايتقهقر إلى الخلف".
ولفت بايك إلى أن نصف الشهداء من القوات التركية في الحرب الكورية، سقطوا في موقعة كانوري.
وأشار إلى أن الكتيبة التركية التي كان يبلغ قوامها 5 آلاف شخص، بقيادة تحسين يازجي باشا، أظهرت بطولتها للعالم مرة أخرى، في معركة كوميانغيانغ ني، حيث سجلت انتصارا كبيرا، كان بمثابة الرد على الخسائر في المعركة السابقة.
وأضاف أن "العالم دُهش أمام البطولة التي أبدتها القوات التركية في تلك المعركة"، وبعدها بعام انضمت تركيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
ولفت إلى أنه، بقي مع القوات التركية، ثلاث سنوات، بعد أن وضعت الحرب أوزارها في 1953
ونوه بأن قائد الكتيبة تحسين باشا، كان بمثابة الأب الروحي له، وبعد عودة إلى تركيا، أصبح نائبا في البرلمان.
ولفت إلى أن تحسين باشا ساهم في تأمين منحة دراسية له، ليتم تعليمه في كلية العلوم السياسية بجامعة أنقرة.
وأشار إلى أن بسالة الجنود الأتراك ومعاملتهم الحسنة، بقيت عالقة في أذهان وقلوب الكوريين، حيث كان عساكر الكتيبة يتبرعون بطعامهم إلى الأطفال المشردين، الذين كانوا يتجمعون حولهم، إبان الحرب.
ومازال بايك يواصل مهامه كسفير فخري لكوريا الجنوبية لدى أنقرة، فضلا عن عمله مستشارا للسفارة التركية في سيؤول.
وفي 25 يونيو/حزيران 1950 هاجمت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية، وتوسع نطاق الحرب فيما بعد عندما تدخلت الأمم المتحدة، وأرسلت 16 دولة من ضمنها تركيا قواتها، وانتهت الحرب بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 يوليو/تموز 1953، دون توقيع معاهدة سلام دائمة بين الكوريتين.