يحتفظ تنظيم "ب ي د/ بي كا كا" الإرهابي، بالأسلحة التي تزوده بها القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، بذريعة محاربة داعش الإرهابي، في 13 مستودعا رئيسيا متوزعا على المناطق التي يحتلها بسوريا، يتم من خلالها توزيع الأسلحة على عناصره الإرهابية.
واستطاع مراسلوا الأناضول تحديد تلك المستودعات ومسارات توزيع الأسلحة التي أقامها "ب ي د/بي كا كا" في شمال سوريا، وذلك استنادًا إلى معلومات حصلوا عليها من مصادر مفتوحة وأخرى محلية موثوقة في المناطق الخاضعة لاحتلال التنظيم الإرهابي.
وبناء على المعلومات، فإن التنظيم يتلقى دعما عسكريا من القيادة المركزية الأمريكية، عبر بوابة سيمالكا الحدودية بين سوريا والعراق، وقاعدتي "الرميلان" في الحسكة و"خراب عشك" شرقي محافظة حلب الأميريكيتين، منذ أبريل/نيسان عام 2016.
وينقل التنظيم الأسلحة الثقيلة والمدرعات القتالية المقاومة للألغام وصهاريج الوقود وحاويات مسبقة الصنع تستخدم لأغراض عسكرية، الواردة عبر معبر سيمالكا الذي يديره إقليم شمال العراق، إلى مستودعاته.
مساران للمستودعات في الحسكة
يتم توزيع الأسلحة والذخيرة الداخلة إلى الحسكة عبر الجو والبر، من خلال مسارين، إلى عناصر التنظيم الإرهابي.
وتُوزع الأسلحة الثقيلة والعربات المدرعة وصهاريج الوقود الواردة برا، على نقاط في محيط نهر الفرات.
أما الأسلحة القادمة من أربيل عبر الجو إلى قاعدة رميلان في الحسكة، فتنقل إلى 3 مستودعات في بلدات الدرباسية وتل بيدر وديريك.
كما تنقل الأسلحة الثقيلة والذخيرة والعربات المتنوعة القادمة برا إلى مناطق سيطرة "ب ي د/ بي كا كا" في الحسكة والقامشلي، إلى مستودعين رئيسيين في بلدتي خراب عشك والجلبية بريف مدينة عين العرب(كوباني) في محافظة حلب، من خلال الطريق الدولي الذي يمتد من سيمالكا إلى حلب، فضلا عن الطريق القديم بين الحسكة وحلب.
ويُعرف هذان المستودعان بأنهما أكبر مستودعين للتنظيم في مناطقة سيطرته.
وتنقل الأسلحة والذخيرة الواردة إلى القاعدة الجوية الأمريكية التي أقيمت العام الماضي في بلدة صرين على ضفاف نهر الفرات، إلى المستودعين في خراب عشك والجلبية.
ويتم توزيع الأسلحة القادمة إلى المستودعين الرئيسيين سيمالكا من البر وصرين من الجو، على مستودعات أخرى في عين العرب (كوباني) بريف حلب وتل أبيض وسلوك (في محافظة الرقة).
منشآت صنع الذخيرة والمستودع في عفرين
يتم انتاج قذائف مدافع الهاون في منشأت صنع الذخيرة والقذائف وبعض ورشات سكب الحديد في مدينة عفرين بريف حلب، المتاخمة للحدود بين سوريا وتركيا، والمقابلة لولاية هطاي التركية.
وتنقل الشاحنات التجارية المنطلقة من الحسكة والمارة بمناطق سيطرة نظام بشار الأسد، المواد الخام إلى تلك المنشآت في عفرين.
وتجلب الشاحنات مستلزمات مستخدمة في صنع الذخيرة مثل الحديد والفولاذ ومواد إشعال.
وبينما يجري الاحتفاظ بقسم من الذخائر المنتجة، في عفرين، يرسل القسم المتبقي إلى المناطق الأخرى التي يحتلها التنظيم.
التسليح في دير الزور
تقوم القيادة المركزية الأمريكية بتسليح تنظيم "ب ي د/ بي كا كا" في محافظة دير الزور أيضا، بذريعة محاربة داعش.
ويتسلم التنظيم الأسلحة القادمة إليه عبر البر، حيث تدخل الشحنات من معبر سيمالكا الحدودي بين العراق وسوريا، إلى بلدة الهول التابعة لمدينة الشدادي، وموقع يدعى "المنطقة 47"، جنوب الحسكة.
القواعد الأمريكية كمستودعات أسلحة
وفضلا عن المساعدة العسكرية، تتعاون الأجهزة الأمنية الأمريكية، مع التنظيم الإرهابي في 10 مواقع، عبر نحو ألفي جندي.
وتعد القواعد الأمريكية التي تتنشر معظمها على الطريق الدولي الممتد من الحدود العراقية إلى حلب، بين نقاط تزويد "ب ي د/ بي كا كا" بالسلاح.
وتستخدم القواعد الأمريكية في تل بيدر، ومساكن جبسة بالشدادي، وصرين، وخراب عشك، وعين العرب، وتل أبيض، كمستودعات أسلحة أيضا لتنظيم "ب ي د/ بي كا كا" الإرهابي، فضلا عن تمركز قوات القيادة المركزية وخبرائها فيها، شمالي سوريا، لا سيما من خلال قاعدة رميلان الجوية.
وفضلا عن تلك القواعد، تقوم قوات القيادة المركزية الأمريكية وخبراؤها المنتشرون في بلدة عين عيسى شمال الرقة، بتدريب عناصر "ب ي د/ بي كا كا" الإرهابي، على استخدام راجمات الصواريخ، والمدفعية، وصواريخ بر – بر، في مواقع عدة خاضعة للتنظيم.
أسلحة غير مستخدمة جرى تخزينها
ولم يستخدم التنظيم الإرهابي بعد جزءًا كبيرا من الأسلحة التي تلقاها من القيادة المركزية الأمريكية، بذريعة محاربة داعش.
ووفق معلومات حصل عليها مراسلو الأناضول، فإن المساعدات غير المستخدمة، يتم تخزينها في خراب عشك التي تبعد عن الحدود التركية 21 كم.
ومن بين الأسلحة والعربات المقدمة إلى "ب ي د/ بي كا كا"، راجمات صواريخ ومنصات صواريخ، ومدافع هاون عيار 80 و120 مم، وقاذفات قنابل من طراز MK19، وبنادق مشاة من طراز M4 Cabrine و M16، وصواريخ مضادة للدبابات من صنع أمريكي طراز BGM-71 TOW، وعربات عسكرية طراز Humwee، وناقلات جنود مدرعة من طراز Cougar، وطائرات استطلاع مسيرة، فضلا عن صواريخ مضادة للدبابات من طراز FGM-148 Javelin التي أحجمت الولايات المتحدة عن بيعها لتركيا رغم طلبها ذلك مرات عدة.