دعت قبائل الطوارق في ليبيا كل دول العالم والمنظمات الإنسانية لـ"توحيد جهودها والوقوف إلى جانب ليبيا من أجل إيجاد حلول لمشكلة المهاجرين بما يضمن حقوقهم الإنسانية في إطار ضمان أمن واستقرار وسيادة البلاد".
وقال المجلس الأعلى لطوراق ليبيا، في بيان أصدره، مساء الأحد، إن "الممارسات التي سجلت بحق المهاجرين لا تعدو كونها ممارسات فردية وليست سياسة ممنهجة ونحن نرفضها ونستهجنها انطلاقاً من إيماننا بأن التعامل مع المهاجرين يجب أن يكون بشكل يحفظ لهم كرامتهم ويقدر إنسانيتهم".
وأضاف البيان أن "ليبيا دولة إفريقية أثرت وتتأثر بمحيطها الجغرافي فبعد أن كانت الرئة التي تتنفس بها عدة دول إفريقية من خلال مساهماتها في الرفع من اقتصادياتها دون مِنَّةٍ منها، أصبحت اليوم تعاني من تبعات تفاقم مستوى الهجرة غير القانونية دون مساعدة من أحد".
وأشار إلى أن "الأفارقة إخوة وأصدقاء مرحب بوجودهم بيننا بشكل رسمي يحفظ لهم كرامتهم ويمكنهم من العمل بشرف، ولكن ما نعانيه ومنذ سنوات هو تدفق لهجرات كبيرة وبشكل غير مسبوق لا يمكن لليبيا استيعابها خاصة ونحن نمر بظروف أمنية وسياسية واقتصادية غاية في السوء".
ولفت البيان إلى أن "ليبيا دولة عبور وليست من دول المصدر لهذه الهجرات، لذلك ندين ونستنكر تحميلنا كشعب مسؤولية التداعيات الناتجة عن سوء معالجة أوضاع المهاجرين وهي مسؤولية مشتركة بين دول المصدر ودول المعبر والدول المقصودة في أوروبا".
وفي وقت سابق الأحد، قالت وزارة الخارجية بحكومة الوفاق الوطني الليبية (المعترف بها دوليًا) إن ما نشرته وسائل إعلام عن استغلال بعض المجرمين للمهاجرين غير الشرعيين، يخضع للتحقيق من قبل الأجهزة المعنية.
وأضافت الوزارة في بيان ردًا على تقرير بثته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الثلاثاء الماضي، تضمن مقاطع مصورة تظهر، وفق الشبكة، وجود سوق لبيع المهاجرين الأفارقة، في بلدة قريبة من العاصمة طرابلس، لم تكشف عن اسمها.
ومنذ سنوات يتدفق مهاجرون أفارقة إلى ليبيا، أملاً في عبور البحر المتوسط بطريقة غير شرعية نحو السواحل الإيطالية، ومنها إلى بقية الدول الأوروبية، هربًا من حروب أو ظروف اقتصادية متردية.