قال عبد الفتاح مورو (70 عاما)، المفكر الإسلامي البارز، نائب رئيس حركة "النهضة" التونسية، إن "المستقبل في أوطاننا للشعوب، وليس للثورات والأحزاب"، وإن "مستقبل التيارات الإسلامية مرهون بمستقبل الشعوب وخاصة الشباب".
وأضاف مورو، في مقابلة مع الأناضول بمدينة إسطنبول التركية، أنه "إذا كانت أوطاننا تتحمل شبابها وتعطيهم مسؤوليات، فسيكون للإسلاميين دور من خلال هؤلاء الشباب، الذين سيتقدمون لخدمة أوطانهم".
بالمقابل، وفق مورو، "إذا أغلقنا الباب دون تغيير في النخب، ومنعنا أن تأتي نخبة جديدة دون السابقة، فإننا سنقضي على أوطاننا جميعا بالجمود، وسيتضرر من ذلك الإسلامي وغير الإسلامي".
وشدد على أن "المستقبل في أوطاننا للشعوب، وليس للثورات والأحزاب.. المستقبل للشباب الذين سيحلون في موقع العمل والتجديد، وهذا وارد".
** التيارات الإسلامية
وبشأن التيارات الإسلامية، قال مورو، أحد مؤسسي حركة النهضة (إسلامية)، إن "التيارات الإسلامية هي من الشعوب، التي كانت مقصية من الشأن العام، ووجدت لنفسها بعد ثورات الربيع مجالا لتصبح مساهما ومشاركا في الحياة".
وبدأت ثورات الربيع العربي في تونس، أواخر عام 2010، وأسقطت الاحتجاجات الشعبية الأنظمة الحاكمة في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن.
وواجهت هذه الثورات انتكاسة، عبر ما يسميها منتقدون بـ"الثورات المضادة"، ويستثنى من ذلك حركة النهضة، التي تشارك في الائتلاف الحاكم بتونس.
وحول الإسلام السياسي في الدول العربية والإسلامية، قال مورو، وهو محامٍ وسياسي إسلامي، إنه "خاص بجزء من المواطنين المتشبعين بالإسلام والفكرة الإسلامية".
وتابع: "وهؤلاء جلهم كانوا مضطهدين ومبعدين وفي السجون والمنافي، وحينما وجدوا فرصة ليعملوا وجدوا أنفسهم فجأة أصبحوا مسؤولين عن وضع متدنٍ وسيئ".
ومضى قائلا: "كأن الإسلاميين في زمن ثورات الربيع العربي أصبحوا متصدين لحل لمشكلات التي عجز من قبلهم على حلّها".
وشدد على أن "نسبة كبيرة منهم (الإسلاميين) لم يكونوا متمرسين بالعمل السياسي ولا الإداري، وهو ما وضع مطبات أمام بعضهم، وهو ما نسميه بالفشل الجزئي".
** تجربة الإسلاميين
وعن تقييمه لتجربة الإسلاميين في الحكم عقب ثورات الربيع العربي، قال مورور، وهو معروف بفكره المنفتح على التيارات الأخرى، إنه "يُحسب للإسلاميين، في المرحلة التي مرت، أنهم لم يتخلوا عن دولتهم، وتقدموا لحمل العبئ، وأنهم قالوا إننا نتحمل مسؤولية الوطن، ومن بينها عبء وطني سابق، وآخر جارٍ، وهو إنحلال عرى الدولة، وتعطل الإدارة عن القيام بدورها".
وتابع بقوله: "لا نحكم على النتائج بالفشل ولا النجاح، وإنما نحكم على حراك عربي سيبقى متواصل بين شباب الأمة، ليتحملوا مسؤوليتهم تجاه أوطانهم وأمتهم وحل إشكالاتها".
وختم مورو، النائب الأول لرئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان)، حديثه بأن "التيار الإسلامي ليس مطلوبا منه أن يفرض فكرا أو أيدلوجية، لكن المطلوب منه هو أن يبعث حراكا في جزء من الشعب، وهذا الشعب هو جزء من الوطن، الذي كان مهمشا في الحياة ومقصيا منها".