العاجز من لا يدافع عن بلده لا مَن بُترت قدماه، لذا رأى الجميع فادي أبو صلاح فلسطينيًا كاملًا لم يمنعه بتر قدميه عن المشاركة في المظاهرات العارمة التي تجتاح البلاد المعروفة بـ"مسيرة العودة الكبرى"، التي بدأت منذ 30 مارس الماضي مقررة أن تكون العودة إلى الأراضي المحتلة وعبور الحاجز في 15 مايو الموافق للذكرى الـ70 للنكبة واحتلال الأراضي.
من فوق كرسيه المتحرك ظل يدافع "فادي" عن أرضه مستخدمًا يديه وهي ما تبقت له بعد أن فقد قدماه إثر مواجهات سابقة مع الاحتلال، في روايات غمر بها رواد "تويتر" موقع التغريدات القصيرة حكيًا عنه، بعد استشهاده اليوم في مسيرات "يوم العبور" التي انطلقت بقطاع غزة وتضمنت التنديد بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعتبارها عاصمة للاحتلال الإسرائيلي حسب ما جاء بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
يذكر أن آلاف المواطنين الفلسطينيين يشاركون في مسيرات سلمية بدأت منذ ساعات الصباح في المناطق الحدودية، تزامنًا مع نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وإحياءً للذكرى السبعين للنكبة التي حلت بشعبنا، وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن حصيلة الشهداء برصاص الاحتلال الإسرائيلي، على الشريط الحدودي شرق قطاع غزة، اليوم الاثنين، ارتفعت إلى 18 شهيدا بينهم طفل، وإصابة أكثر من 900 آخرين، خلال مشاركتهم في الذكرى الـ70 لنكبة شعب فلسطين، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وأفادت "وفا" بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت وابلا من الرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المواطنين على الشريط الحدودي شرق قطاع غزة، ما أدى استشهاد 18 مواطنا وإصابة أكثر 900 آخرين.