قال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن بلاده هي "الدولة الوحيدة التي أوصلت مساعدات إلى مسلمي الروهنغيا بإقليم أراكان (بميانمار) وبنغلاديش"، مشيراً أن الرئيس رجب طيب أردوغان، بذل جهدا كبيرا لحث الأمم المتحدة ودول العالم للتحرك ضد المجازر المرتكبة بحق الروهنغيا.
جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة "ديلي صباح" الانجليزية، مساء الجمعة، بعنوان "الأمم المتحدة والاضطراب العالمي"، تطرق فيه إلى المنظومة الدولية وهيكلية مجلس الأمن الدولي وإخفاقه في معالجة الأزمات العالمية.
وذكّر قالن في مقاله بأن زعماء العالم سيتوجهون هذا الأسبوع، إلى نيويورك للمشاركة في افتتاح الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة (في 19 سبتمبر/ أيلول الجاري)، فيما استبعد حل الأزمات الحساسة (العالمية) ما لم تتغير هيكلية الأمم المتحدة الحالية.
وأضاف أن الأمم المتحدة تواجه صعوبات منذ تأسيسها في إيجاد قيادة قوية وموارد، ومن نقص في جدول أعمالها العالمي، مبيّنا أن الوضع هذا العام لن يكون مختلفا عن سابقيه.
وتابع "سنشاهد في الأمم المتحدة التي تعد أكبر فعالية عالمية يشهدها التاريخ والتي تضم 193 عضوا، خطابات واجتماعات تستغل هذا المنبر العالمي من أجل خدمة أجندات سياسية واقتصادية ضيقة".
لكنه اعتبر بأن ذلك "لا يعني بأنه لن يتواجد هناك من قادة الدول والمشاركين والعاملين في الأمم المتحدة من سيعمل من أجل الخير للعالم".
وأوضح أن المشكلة تتعلق بالأعضاء الدائمين (الخمس) في مجلس الأمن، مشيراً أنهم لم يتغيروا رغم مرور 72 عام على تأسيس المجلس.
وشدّد أنه لا يمكن إيجاد توضيح عقلاني أو ديمقراطي للوضع الراهن (المتعلق بهيكلية مجلس الأمن) في القرن الـ21، مؤكداً أن ذلك يتسبب بفشل الأمم المتحدة في جميع المسائل الهامة في العالم.
- في عالم الحقيقة رأسمالية مبنية على المحسوبية
واستطرد متحدث الرئاسة التركي "في عالم الحقيقة هناك رأسمالية مبنية على المحسوبية، وهناك حروب تجرى بالوكالة كي تستطيع الدول القومية من استعراض قوتها، وتكسب شركات الأسلحة الأموال".
وتابع بهذا الخصوص "أغنياء العالم يزدادون غنىً بينما الفقراء يزدادون فقرا، هناك مئات الملايين من الناس في العالم يعيشون فقرا بائسا تحت أنظار الدول الأمريكية والأوروبية الغنية".
وأفاد قالن أن جلسة العام الحالي (للأمم المتحدة) ستعقد تحت عنوان "التركيز على الإنسان: سلام وحياة أفضل من أجل الجميع في كوكب مستدام"، معربا عن أمله بأن يساهم الجميع في تحقيق هذا الهدف (الذي يتضمنه العنوان).
وشدد على أن الحقائق على الأرض أثبتت أن المجتمع الدولي فشل في حماية الفقراء والمضطهدين، وفي تأمين "حياة جيدة من أجل الجميع".
-"آلية صنع القرار في الأمم المتحدة مشلولة تماما"
وتساءل قالن حول ما إذا استطاعت الأمم المتحدة تحقيق الالتزام العالمي من أجل التغيير، وأجاب قائلا: "لا"، معللا ذلك بـ "رغبة الدول القومية والشركات متعددة الجنسيات استغلال العولمة لخدمة مصالحها الذاتية فقط".
ولفت في مقاله إلى أن الهيكلية الحالية للأمم المتحدة عجزت عن تحقيق العدالة والمساواة حتى بين أعضائها، ولا تبعث بأية أمل فيما يخص منع وقوع الحروب والاحتلال والتطهير العرقي في سوريا وفلسطين وميانمار.
وأوضح بهذا الخصوص، أن آلية صنع القرار في الأمم المتحدة مشلولة تماما، ولا تملك أي قوة لمنع الاشتباكات والتطهير العرقي وجرائم الحروب والإنسانية، كما حدث في سوريا ويحدث اليوم ضد مسلمي الروهنغيا في ميانمار.
ونوه بأن المجتمع الدولي ظل ينتظر على مدى أسابيع حتى يرفع صوته ويقف ضد المجازر المرتكبة بحق مسلمي الروهنغيا، وأن هذا التأخر أدى إلى تهجير الجيش الميانماري والمتطرفين البوذيين لأكثر من 400 ألف مدني من أماكنهم.
وأكد أن رئيس بلاده رجب طيب أردوغان، بذل جهدا كبيرا لحث الأمم المتحدة ودول العالم للتحرك بغية إسماع أصواتها ضد المجازر المرتكبة بحق الروهنغيا.
وقال إن "تركيا هي الدولة الوحيدة التى أوصلت مساعدات لمسلمي الروهنغيا فى ميانمار وبنغلاديش، كما أن السيدة أمينة أردوغان توجهت مع وزيرين اثنين إلى بنغلاديش للاطلاع على الوضع".
وتابع "ينبغي ألا يساور مسلمي الروهنغيا أدنى شكك من ناحية مواصلة تركيا مساعداتها الإنسانية لهم حتى إنتهاء الأزمة الإنسانية".
واستذكر المتحدث الرئاسي تصريحات سابقة لأردوغان قال فيها "العالم أكبر من خمسة" (في إشار إلى الأعضاء الدائمين في الأمم المتحدة)".
وأضاف قالن "العالم بحاجة إلى العدالة والسلام والمساواة والرحمة والحكمة، التي هي قيم مشتركة للبشرية. وللأسف، فإن منظومة الأمم المتحدة غير قادرة على السيطرة على هذه القيم. ولهذا السبب، إن كانت الأمم المتحدة تريد أن تحظى بأهمية في القرن الـ 21، فعليها التوجه لإجراء إصلاح وإعادة هيكلة".
واختتم قوله "يمكن للبلدان ذات الحكمة والضمير أن تفعل الكثير من الأشياء الجيدة للفقراء والضعفاء والمضطهدين في العالم. كل ما عليهم القيام به هو جمع قوتهم لتحقيق الأهداف المشتركة، ومواصلة عزمهم بهدف ضمان العدالة والمساواة والاحترام".