قال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، إن "تركيا تعتبر جبهة أمامية بالنسبة إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، فهي دولة تقف على الجبهة الأمامية للكارثة التي أحلها بشار الأسد بشعبه بدعم إيراني روسي، ونتفهم مخاوفها الأمنية".
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها الوزير مساء الأربعاء وهو في المطار، قبيل توجهه للعاصمة البلجكية بروكسل للمشاركة في اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء بالناتو.
وتطرق الوزير خلال تصريحاته للحديث عن خارطة الطريق التي توصلت لها الولايات المتحدة وتركيا بشأن مدينة منبج في محافظة حلب بالشمال السوري.
ومن الأسئلة التي طرحت على الوزير، سؤال حول ما إذا كان الاتفاق بين بلاده وتركيا حول منبج سيؤثر على العمليات التي ينفذها شرقي سوريا تنظيم "ي ب ك / بي كا كا" الإرهابي الذي يستخدم اسم "قوات سوريا الديمقراطية".
وفي رده على السؤال المذكور قال ماتيس "الدولتان (تركيا وأمريكا) تعملان على المصالح الأمنية لأنقرة، وفي هذا السياق اجتمع وزيرا دفاع البلدين، التركي مولود جاويش أوغلو، والأمريكي مايك بومبيو".
والاثنين الماضي، عقد جاويش أوغلو مباحثات مع بومبيو بمقر وزارة الخارجية الأمريكية في العاصمة واشنطن استغرقت حوالي ساعة، وتركزت بشكل كبير على وضع خارطة طريق حول منبج شمالي سوريا (لإخراج إرهابيي "ي ب ك / بي كا كا).
الوزير الأمريكي قال كذلك إنهم يعملون من خلال تلك الاجتماعات على بحث كيفية تناول المصالح الأمنية المشروعة لتركيا، وكذلك كيفية تعزيز أمنها.
واستطرد قائلا "تركيا تعتبر جبهة أمامية بالنسبة إلى حلف الناتو، فهي دولة تقف على الجبهة الأمامية للكارثة التي أحلها بشار الأسد بشعبه بدعم إيراني روسي، ونحن مضطرون إلى إيجاد طريق من أجل مصالحها المشروعة".
وتابع "وفي نفس الوقت فإن قوات سوريا الديمقراطية هي المنظمة الوحيد التي هزمت (تنظيم) داعش الإرهابي، وبالتالي لا يمكننا تجنيبها لأهميتها في إيقاف خلافة داعش الذي لم يهزم بعد".
وشدد الوزير على أهمية هزيمة "داعش" وعدم ظهوره مرة ثانية، لافتا أن ساحة الحرب في سوريا "معقدة للغاية، وسنستمر في العمل مع تركيا بهذا الصدد".
وردا على سؤال حول تعاون بلاده مع الحلفاء من جهة، ومع التنظيم الإرهابي "بي كا كا / ي ب ك" من جهة أخرى، قال ماتيس "هذا موضوع معقد للغاية، لكن ما نقوم به ليس ضد تركيا، هناك أولوية تتمثل في هزيمة داعش علينا أن نقبل بها".
وكان تنظيم "ي ب ك / بي كا كا" الإرهابي، احتل منبج التابعة لمحافظة حلب في أغسطس / آب 2016، بدعم من القوات الأمريكية، في إطار الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي.
ورغم تعهد الولايات المتحدة بإخراج "ي ب ك / بي كا كا" من المدينة عقب تطهيرها من داعش، إلا أنها لم تفِ بوعدها الذي قطعته لتركيا بهذا الخصوص.
ويشكل العرب ما نسبته 90 بالمئة من سكان منبج.