قال مسؤول في منظمة التعاون الإسلامي، إن الدول الإسلامية حققت تقدما مهما في مجال الصحة مقارنة مع الأعوام السابقة، إلا أن أوضاعها في قضايا وفيات الأطفال والأمومة ما يزال تحت المستهدف، مقارنة مع البلدان النامية غير الأعضاء بالمنظمة.
جاء ذلك على لسان المنسق العام لمركز التعليم والأبحاث الاجتماعية والاقتصادية والاحصاء (سيسريك) في المنظمة، موسى قولاقلي قايا، خلال حديثه للأناضول، حول التقرير الصحي لـ"التعاون الإسلامي" عن العام 2017.
وأشار قولاقلي قايا إلى أن التقرير أعده مركز "سيسريك"، وقدمه إلى المنظمة خلال المؤتمر السادس لوزراء الصحة بالدول الأعضاء، الذي انعقد في المملكة العربية السعودية، بين 5 - 6 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
ولفت إلى أن التقرير يتناول أوضاع مكافحة الأمراض الوبائية والخدمات الصحية ومخصصات الصحة وتعليم العاملين بالقطاع الصحي وعددهم، بدول العالم الإسلامي.
وذكر أن الخدمات الصحية في البلدان الإسلامية تختلف حسب تطور وتقدم كل بلد.
وقال إن التقرير أجرى مقارنات بين الوضع الصحي في البلدان الإسلامية والبلدان المتقدمة والصاعدة والنامية.
ونوه أن التقرير قدم مقترحات لحل المشاكل الصحية في العالم الإسلامي، إضافة إلى خطة عمل واستراتيجية الصحة للمنظمة حتى عام 2023.
وأكد أن خطة العمل المذكور تحوي 6 أسس تتعلق بضرورة تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية.
وأظهر التقرير الصحي، بحسب قولاقلي قايا، أن الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي حققت تقدما مهما في مجال الصحة مقارنة مع الأعوام السابقة.
وبيّن أن وفيات الأمومة في العالم الإسلامي انخفضت بنسبة 42 بالمئة منذ 1990، فيما وفيات الأطفال انخفضت بنسبة وصلت إلى 52 بالمئة خلال المدة المذكورة.
وقال، إن "هذا التطور جيد نسبيا، لكن لو قارناه مع المعدل العالمي، فالمستقبل ليس مشرقا (...) فمثلا، حالات وفاة النساء خلال فترة الحمل أو عقب الولادة في العالم واحد من كل 48 حالة، فيما هي العالم الإسلامي واحدة من كل 34 حالة".
ومضى قائلا، إن "المعدل العالمي لوفيات الأطفال دون سن الخامسة هو حالة من كل 22 حالة، بينما تبلغ هذه النسبة في العالم الإسلامي 1 من كل 15 حالة".
من جهة أخرى، أشار قولاقلي قايا إلى أن عدد البلدان الإسلامية التي تصنع اللقاحات قليل جدا، ما يعني أن العالم الإسلامي يعتمد إلى حد كبير على الغرب والدول المتقدمة في هذا الموضوع.
ولفت إلى أن 58 بالمئة من الوفيات في العالم الإسلامي خلال 2015، ليست نابعة من الأمراض الوبائية، مشيرا إلى 47 بالمئة من هذه الوفيات ناتجة عن أمراض القلب والشرايين.
وأشار إلى نسبة استهلاك التبغ ومنتجاتها في العالم الإسلامي مرتفعة جدا، مقارنة مع البلدان غير الإسلامية.
وأوضح قولاقلي قايا أن 67 بالمئة فقط من سكان البلدان الإسلامية يستفيدون من شبكات الصرف الصحي لغاية عام 2015.
وذكر أنه سجلت 3.8 مليون حالة لوباء الملاريا في 2008 بالبلدان الإسلامية، وارتفع هذا العدد ليصل إلى أكثر من 45 مليون في 2015.
وبيّن أنه لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة وباء الملاريا الذي أصبح بلاء على الإنسانية.
وقال المسؤول بـ"التعاون الإسلامي"، إن "عدد المصابين بمرض السل في 2007 كان 100 ألف و164 مصابا، وانخفض العدد في 2015 إلى 100 ألف و121 مصاباً".
وسلط الضوء على اعتماد البلدان الإسلامية على الخارج في إنتاج الأدوية، مشيراً إلى أنها استوردت أدوية بقيمة 8.1 مليار دولار خلال 2016، وصدّرت أدوية بقيمة 700 مليون دولار فقط.
وأكد على أهمية تطوير البلدان الإسلامية سياسات وطنية تتعلق بالتكنولوجية الصحية، مبينا أن 23 دولة من بين 48 أعضاء في منظمة "التعاون" طورت سياسات في هذا الصدد ما بين الأعوام 2013-2014، في حين لم يكن هناك أية جهود في 25 دولة بهذا الخصوص.
وأفاد أن هناك 144 جهازا طبيا لكل مليون شخص في العالم الإسلامي، مشيرا إلى أن عدد قليل جدا من البلدان الإسلامية تملك أجهزة التصوير المقطعي المحوسب.
وشدد على أنه يتعين على البلدان الإسلامية أن تقطع مسافات طويلة في مجال تأهيل الكوادر الطبية، وتطوير البنية التحتية في المؤسسات الصحية.
وأردف أن "البلدان الأعضاء في منظمة التعاون أنفقت 202 دولارا لكل فرد خلال 2014، في حين أنفقت الدولة النامية التي ليست عضوا في التعاون الإسلامي خلال العام نفسه 338 دولارا لكل فرد".
وأضاف أن أغلب البلدان الإسلامية لا يوجد فيها تأمين صحي، وأن 36 بالمئة من النفقات الصحية العامة يدفعها المرضى.
وأوضح أنه وفقا للمعيار العالمي فإنه ينبغي أن يكون هناك 23 موظفا صحيا لكل 10 آلاف كحد أدنى لتقديم الخدمات الصحية الأساسية، بينما في البلدان الإسلامية فلكل 10 آلاف شخص هناك 26 موظفا صحيا، ثمانية منهم أطباء، في حين هناك 39 موظفا صحيا في البلدان الصاعدة، وفي البلدان المتطورة 125 لكل 10 آلاف.
وقال إن العالم شهد 50 صراعا في 2017، 30 منها وقعت في البلدان الإسلامية، كما أن هناك زيادة في الكوارث الطبيعية في العالم الإسلامي خلال السنوات الـ 40 الأخيرة.
وأكد أن هناك حاجة للمزيد من التضامن بين البلدان الإسلامية لمواجه تلك التحديات.