قال خالد مشعل، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة "حماس"، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يصر على تفجير صراع ديني في المنطقة، وسيكتشف أنه ارتكب هذه "الحماقة"، وسيتحمل عواقب قراره الاعتراف بالقدس (شرقية وغربية) عاصمة لإسرائيل.
وشدد مشعل، في لقاء متلفز عبر قناة "الجزيرة" القطرية مساء الجمعة،، على أن ما جرى اليوم في "جمعة الغضب" خطوة مهمة ومبشرة،" ولن تكون هذه الهبة الشعبية عابرة كما يظن الكثيرون، وستستمر لإجبار الإدارة الأمريكية على إلغاء القرار بشأن القدس".
وشهدت الكثير من الدول العربية والإسلامية والغربية، اليوم، احتجاجات منددة بقرار ترامب، وقتل فلسطينيان وأصيب قرابة ألف آخرين خلال مواجهات بين القوات الإسرائيلبية وفلسطينية وقصف إسرائيلي على قطاع غزة.
وأضاف مشعل "مطلوب فلسطينيًا تعزيز الصف الوطني الداخلي، وإنجاز المصالحة الفلسطينية، وحل مشاكل قطاع غزة والضفة الغربية، وترتيب البيت الفلسطيني ومؤسساته على قاعدة الشراكة".
وتابع "نحتاج لانتهاج استراتيجية نضالية مختلفة عما مضى، بعد فشل الرهان بالتسوية وبالراعي الأمريكي، وإشعال انتفاضة شاملة ومقاومة شعبية بقرار وطني موحد".
وأعرب عن ثقته في أن "الشعب الفلسطيني قادر على إشغال انتفاضة شاملة ضد إسرائيل، فظرفنا الحالي يجبرنا على التوافق على استراتيجية الانتفاضة والاتفاق على خطواتها".
واستدرك: "إذا كان وعد بلفور (عام 1917) الخطوة الأولى لإنشاء دولة إسرائيل، فقادرون على جعل وعد ترامب، الخطوة الأولى لإنهاء الوجود الإسرائيلي على أرض فلسطين".
وشدد على ضرورة "أن يكون القرار السياسي مدار بصورة وطنية مشتركة، لتحقيق الهدف بإجبار الإدارة الأمريكية على إلغاء القرار".
وأردف: "الفلسطينيون أعطوا فرصة للمجتمع الدولي والمبادرات العربية والإدارة الأمريكية، لكن كانت النتيجة صفر".
ومضى قائلاً: "هناك موقف من معظم الدول في العالم استنكرت الخطوة الأمريكية، هذا جيد، لكنها لا تكفي مقابل مطالبتهم بضبط النفس، المطلوب أن يطالبوا ويضغطوا على أمريكا للتراجع عن القرار بشأن القدس".
ولفت مشعل إلى "وجود تهم لبعض الدول العربية بالتساوق مع الإدارة الأمريكية، مطلوب منها القيام بخطوات قوية وموقف واضح برفض الموقف الأمريكي، والقيام بسلسة من الخطوات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية رفضًا لقرار الإدارة الأمريكية".
واعتبر أن ما يتم الحديث عنه باسم "صفقة القرن" هو "تجاوز للقيادة الفلسطينية والأردنية ولأطراف معينة، وتعتبر تشريعًا للتطبيع العربي مع إسرائيل، وهي عملية لتصفية القضية الفلسطيني".
وشدد على أنه "لا يحق لأي عربي التضحية بفلسطين، من أجل صراعات وأجندات في المنطقة، وعلى العرب ألا يقبلوا بأقل من التراجع عن قرار أمريكا بشأن القدس".
ودعا مشعل القيادة الفلسطينية إلى "تمرير الخطوة الأمريكية، وعدم اللقاء مع القيادة الأمريكية، ووقف التنسيق الأمني وإطلاق العنان للشعب الفلسطيني أن ينتفض".
وأضاف: "الموقف الفلسطيني القوي، سيخلق موقفًا عربيًا وإسلاميًا قويًا".
وفيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، قال مشعل إن "إعلان ترامب هيأ البيئة الخصبة لسير المصالحة بشكل أفضل عن السابق، فهناك إمكانية أن تمضي المصالحة لحشد الطاقة الفلسطينية وإدارة الصراع والقرار السياسي على الأرض، والتفاهم مع المحيط العربي والإسلامي".
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استناداً إلى قرارات المجتمع الدولي، التي لا تعترف بكل ما ترتب على احتلال إسرائيل للمدينة، عام 1967، ثم ضمها إليها، عام 1980، وإعلانها القدس الشرقية والغربية "عاصمة موحدة وأبدية" لها.