تذبح الحلائب وتزداد مصارف المزارع ضعفين في كل عام. تنكمش مساحة الأراضي المزروعة و حال المنتجين يرثى لها. الزراعة وتربية المواشي على وشك الضياع...
أدت الأزمة الاقتصادية التي تستمر منذ مدة طويلة في تركيا إلى المشكال الكبيرة في الزراعة و تربية المواشي كما أثرت في القطاعات كلها. حدثت مشاكل التوريد في المنتجات مثل اللحم واللبن وغير ذلك من المنتجات الزراعية في فترات مختلفة بتركيا لسبب تطبيق السياسات الخاطئة. وارتفعت مصارف المزارع وأصحاب تربية المواشي بمعدل ضعفين في الآونة الأخيرة بسبب التقلبات في أسعار الصرف و ارتفاع المصارف. أجاب المزارع محمود كانجر على أسئلة جريدة الملي والتي تتعلق بمشاكل الزراعة وتربية المواشي ونبه إلى أن وقوع المشاكل في السنة القادمة ستكون أكثر.
ـ لنتعرف عليكم أولا سيد محمود. و نطلع على المعلومات لشأن مصنع انتاج الحليب؟
أنا مهندس إنشاءات أصلا. قررت أن أنتقل إلى قطاع الزراعة وتربية الحيوان. ومنذ سنة 2018 بدأت بتشغيل هذا المصنع. الآن في مصنعنا 100 حيوان و ننتج حوالي 2 طن حليبا يوميا. وثمة 25 عجل صغير. عادة يجب أن يكون العدد أكثر لكن بسبب المصارف الهائلة لا نستطيع أن نفعل شيأ. سوى هذا الأمر ثمة مكتب في مصنعنا و العمال. لكن الأمور منذ ثلاث سنوات تتحرك باتجاه الأسوأ.
" تضاعف سعر البرسيم في ثلاث سنوات"
ـ تقومون بتشغيل مصنع انتاج اللبن منذ ثلاث سنوات. في الحقيقة المدة قصيرة. لكن كيف تسير الأمور منذ اليوم الأول؟ هل يمكن أن تقيم ارتفاع المصارف عبر المنتجات التي تستخدمونها في المصنع؟
عندما بدأنا العمل في الأيام الأولى كنا نشتري طن البرسيم من 650ـ700 ليرة تركية. الآن أصبح سعر البرسيم في آك ساراي التي تعتبر مركزا لهذا المنتج 1500 ليرة تركية. هذا يعني هناك ارتفاع في سعر البرسيم ضعفين منذ ثلاث سنوات. مثلا كنا نشتري طن العلف سنة 2018 من 210 ليرة تركية. الآن أصبح 450 ليرة تركية. هذا يعني هناك ارتفاع في سعر العلف بثلاثة أضعاف. هذه الأسعار رسمية معلنة من لجنة اللبن الدولي. خارج هذا الأمر ثمة ارتفاع %100 في أسعار الكهرباء و ارتفاع في أسعار الوقود السائل و مصارف العمال.
" لا تحل المشكلة برفع أسعار الحليب"
ـ كيف أثرت كل هذه المصارف في أرباحكم؟
شاهدنا بعد سنة 2018 ارتفاعا حادا للمصارف ولكن في المقابل كان سعر الحليب الطازج 2،30 ليرة تركية. بعد سنة كاملة لم يتغير هذا السعر رغم المصارف المرتفعة. نعم في شهر يناير من 2021 قرروا لأن يكون السعر 2،80 ليرة تركية لكن عندما أخذنا ظروف الجائحة في الاعتبار لم يجدى هذا السعر على شيئ. بعد محاولاتنا كثيرا أصبح سعر الحليب اطازج في شهر يوليو 3،20 ليرة تركية. أما أسعار اللبن ارتفعت إلى 4،70 ليرة تركية. لكن هناك فهم خاطئ. يقال نحن قمنا بزيادة الأسعار ونحمي المزارعين والمنتجين. للأسف ليس الأمر كذلك. لا ينتهي أي شيء برفع أسعار اللبن.
ـ هل تقولون بأن زيادة أسعار اللبن لا تكفي تجاه ارتفاع المصارف أو تنبهون إلى نقطة أخرى؟
الشيء الأساسي الذي يطلبه المنتج ليس زيادة سعر منتجه. نحن نريد في الأسعار استقرارا. لو استمرت مصارفنا بشكل مستقر لا حاجة إلى زيادة سعر اللبن. هناك توازن لللبن والعلف. وفق هذا التعادل يمكنك أخذ 1،3 كيلوجرام علفا مقابل سعر لتر من الحليب. لكن هذا التوازن يتغير بعد يوم فقط بارتفاع الأسعار. إذا يكون هذا التعادل مستقرا طوال السنة يمكن للمنتج أن يربح. إذا لا نستطيع أن نمنع ارتفاع المصارف مهما رفعتم بأسعار اللبن لا يجدي شيأ.