أعلنت العديد من الشركات والمؤسّسات حول العالم، وخاصة في روسيا وأوروبا، اليوم الثلاثاء، تعرّضها لهجمات إلكترونية شرسة ومتزامنة، يُعتقد أنّها تمت بواسطة فيروس الإبتزاز "بيتيا"، ما أدّى إلى خروج حواسيب عن الخدمة.
وبدأت الهجمات فى روسيا، حيث أكد مصرفها المركزي، اليوم، وقوع "هجمات استهدفت أجهزة الكمبيوتر" في بنوك روسية.
وقال البنك إنّ أنظمة المصارف الروسية لم تتعرض للاختراق، وإنه يعمل مع المصارف للتغلب على عواقب تلك الهجمات.
من جانبها، أعلنت شركة "روس نفط" الروسية، أن خادم حواسيب الشركة تعرض لهجمة "هاكرز" ضخمة، ما دفع الشركة إلى الإستنجاد بالسلطات الأمنية.
وأوضحت الشركة في تغريدة عبر "تويتر": "تعرضت خوادم حواسب الشركة إلى هجمة هاكرز ضخمة، نأمل بأن لا تكون المسألة مرتبطة بالإجراءات القضائية القائمة حاليا".
وأضافت أن "الهجوم كان يمكن أن يؤدي إلى تداعيات خطيرة، لكن الشركة انتقلت إلى نظام احتياطي لمعالجة الإنتاج، ولذلك لم يتوقّف إنتاج النفط ولا عمليات التكرير".
وكان موقع "روس نفط" على الإنترنت غير متاح في العاصمة الروسية موسكو في الساعة (12:50 تغ) من اليوم.
بدروها، أعلنت شركة "إيفراز" الروسية للمعادن والصلب، تعرّضها اليوم لهجوم إلكتروني.
ولم تقتصر الهجمات الإلكترونية على روسيا فحسب، حيث قالت شركة التوصيل البحرية في الدنمارك، "مولر ميرسك"، إنّ هجوما إلكترونيا أدّى إلى تعطيل حواسيبها في عدد من المناطق.
كما أعلن نائب رئيس الوزراء الأوكراني، بافلو روزينكو، إصابة أجهزة الكمبيوتر التابعة للحكومة بالعطل، ونشر صورة على "تويتر" تظهر توقّفها عن العمل.
أما في أوكرانيا، فقد استهدف الهجوم الإلكتروني العديد من البنوك، فضلا عن مؤسّسة الطاقة الحكومية والمطار الرئيسي في العاصمة كييف.
وأعلن البنك المركزي الأوكراني عن تعرض العديد من المصارف لاختراق معلوماتي، مطالبا المؤسسات المالية الأخرى بتشديد الإجراءات الأمنية.
كما طال هذا الهجوم نظام رصد الإشعاع في محطة "تشير نوبل" الأوكرانية.
من جهتها، أوضحت شركة "بوريسبيل" المشغّلة لمطار كييف الرئيسي، أن الأخير تعرّض لهجوم إلكتروني ربما يتسبب في تأخير مواعيد الرحلات.
وذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن هجوما إلكترونيا "غير مسبوق" يُصيب أغلب البنوك والمطارات والمصالح الحكومية في أوكرانيا، حيث تم استهداف أكبر مطار في العاصمة كييف، ومترو أنفاق كييف، و"منظومة توليد الطاقة دنيبر".
وأضافت الصحيفة أن أجهزة الكمبيوتر في الدوائر الحكومية خرجت عن الخدمة بسبب الهجمة الإلكترونية.
وأعلنت شركة الأدوية الأمريكية "ميرك"، اليوم أنها أول شركة تتعرض لهجوم معلوماتي عالمي بدأ في روسيا وأوكرانيا وانتقل إلى أوروبا وعبر المحيط الأطلسي.
وذكرت "ميرك" في تغريدة عبر "تويتر": "نؤكد أن شبكة الحاسوب الخاصة بشركتنا تعرضت لهجوم اليوم في إطار القرصنة العالمية، وتأثرت أيضا مؤسسات أخرى، وسنجري تحقيقات ونقدم معلومات إضافية عند الحصول عليها".
من جهتها، أكدت شركتي الإعلانات البريطانية "دبليو بي بي"، والصناعية الفرنسية "سان جوبان"، تعرضها للهجوم الإلكتروني، مشيرة إلى أنها قامت بحماية برامجها المعلوماتية لتفادي الفقدان المحتمل لأية بيانات.
وقالت شركة "جروب آي بي" المتخصصة في الكشف المبكر عن التهديدات السيبرانية، إن البرنامج الخبيث يتسلل لأجهزة الحاسب الآلي ويوقف عملها حتى يدفع المستخدمون نحو 300 دولار بعملة البيتكوين.
وأضافت أن شبكات إلكترونية لشركات "باشنفط" و"روس نفط" في روسيا، إضافة لمؤسسات وشركات ومصارف في أوكرانيا تعرضت للهجمة الإلكترونية.
وأشارت إلى أن طريقة انتشار الهجمة الحالية تشبه هجمات فيروس "واناكري" التي استهدفت شركات ومؤسسات في مختلف دول العالم في 12 مايو/ أيار الماضي، بينها منظومة الرعاية الصحية الوطنية في بريطانيا، والسكك الحديدية في ألمانيا، وشركة "تيليفونيكا" الإسبانية للاتصالات، و"إيرباص" الأوروبية وغيرها.
كما إستهدف الهجوم في روسيا أنظمة وزارة الداخلية والطوارئ والصحة، ومصرف "سبيربنك"، وشركة "ميجافون" للاتصالات.
وإجمالا، تضرر من الهجوم أكثر من 200 مليون مستخدم في 150 دولة.