قال وزير الخارجية الياباني، تارو كونو، إن تركيا تتمتع بقوة مؤثرة في العديد من المجالات كالسياسة والاقتصاد والثقافة والأمن، باعتبارها دولة كبيرة في المنطقة.
جاء ذلك خلال مقابلة خاصة مع الأناضول، على هامش زيارة رسمية يجريها كونو إلى تركيا، اليوم الخميس، تلبية لدعوة نظيره التركي مولود جاويش أوغلو.
وأشار كونو إلى أهمية زيارته إلى تركيا، كونها الأولى من نوعها بصفته وزير خارجية، مشيدًا بمكانة تركيا في المنطقة وعلاقاتها الوديّة منذ أعوام مع اليابان.
ولفت إلى أن بلاده تحترم وتُقدّر الجهود التي تبذلها تركيا لحل الأزمات في المنطقة، وخاصة احتضانها للعديد من اللاجئين السوريين.
وقال إن التعاون الوثيق بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، رفع مستوى العلاقات الودّية بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خلال الأعوام الأخيرة.
وشدّد على ضرورة مواصلة الجهود المشتركة الرامية إلى تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في القضايا الدولية والإقليمية بين البلدين.
وأضاف: "تتمتع تركيا واليابان المطلتان على آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، بموقع جيوسياسي بالغ الأهمية وقوة عاملة شابة ونشيطة وذات مهارة عالية.
وقال إن اليابان تصدّرت الدول الأكثر استثمارًا في تركيا خلال العام الماضي، مقارنة مع بقية الدول في منطقة آسيا.
ولفت إلى أن اليابانيين ينظرون إلى تركيا كبلد ينبغي زيارته لتاريخه، وثقافته، ومطبخه الغني، ولوجود العديد من مناطق الجذب السياحي فيها.
وقال: "أريد زيادة عدد الزيارات المتبادلة بين البلدين في مجالات السياحة لتطوير العلاقات بين الشعبين الياباني والتركي، عبر زيادة أنشطة التعريف بثقافة البلدين".
وحول البرنامح النووي لكوريا الشمالية، قال الوزير الياباني: " يجب أن يخضع برنامج النووي الصاروخي لبيونغ يانغ للتفتيش بشكل كامل، وأن يتم إنهاؤه دون رجعة".
وأكد على ضرورة زيادة المجتمع الدولي ضغوطه على كوريا الشمالية، وتطبيق كافة الدول بشكل كامل قرارات مجلس الأمن الدولي من أجل تغيير بيونغ يانغ سياساتها.
وثمن الوزير الياباني جهود تركيا في التعامل مع الأزمة الإنسانية الكبيرة في سوريا، وجهودها في مسار مفاوضات جنيف وأستانة وتحقيق وقف إطلاق النار في سوريا، وما تبذله من أجل إيجاد حل سياسي في سوريا.
وبيّن أن اليابان ستواصل تقديم مساهماتها إلى سوريا، في المجالات غير العسكرية، وخصوصا في المساعدات الإنسانية من خلال العمل الوثيق مع المؤسسات الدولية والدول المعنية وبينها تركيا.
ولفت إلى أن بلاده ستقدم قرضا بقيمة 400 مليون دولار لتركيا لدعم مشاريع إنشاء شبكة مياه الشرب، وشبكة الصرف الصحي للإدارات المحلية في تركيا التي تستضيف أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري.
وأشار إلى أن اليابان قدمت لغاية اليوم نحو 80 مليون دولار كمساعدات إنسانية إلى اللاجئين السورين في تركيا عن طريق المنظمات الدولية.
وحول مسألة القدس، أكد الوزير الياباني أن بلاده تدعم "حل الدولتين" في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وحل مسألة القدس عبر المفاوضات بين الجانبين في ضوء قرارات مجلس الأمن الدولي.
وأشار إلى أن اليابان تعتزم مواصلة مساهماتها لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط عبر جهودها في تنمية الاقتصاد الفلسطيني، وتأسيس الثقة بين الطرفين.