أكّد وزير العدل التركي بكر بوزداغ، لنظيره الأمريكي الجديد جيف سيشنز، أن حكومته تنتظر من واشنطن تسليم "فتح الله غولن" زعيم منظمة "الكيان الموازي" الإرهابية المسؤولة عن محاولة الانقلاب الفاشلة وتشكل خطرًا كبيرًا على الأمن القومي التركي.
جاء ذلك في رسالة تهنئة بعثها بوزداغ لسيشنز بمناسبة استلام الأخير منصبه رسميًا كوزير للولاية المتحدة الأمريكية ضمن إدارة الرئيس الجديد دونالد ترامب، مطلع شباط/فبراير الجاري.
وقال بوزداغ إن الشعب والدولة التركية تنتظر من الإدارة الأمريكية الجديدة تسليم غولن إليها، مشدّدا على أن تحقيق هذا الأمر من شأنه أن يساهم إيجابًا في تطوير العلاقات الثنائية بين تركيا والولايات المتحدة.
وأكّد بوزداغ أن تسليم غولن المقيم في ولاية "بنسلفانيا" هو الملف الأهم حاليًا في أجندة وزارتي العدل الأمريكية والتركية، وأن بلاده قدّمت طلبات ووثائق لاعتقاله وتسليمه.
وأشاد الوزير التركي بخبرة سيشنز المهنية، قائلًا: "أنا على ثقة كبيرة بأنكم ستقومون بوظيفتهم على أكمل وجه بفضل تجربتكم المميزة في مجال القانون، وأن العلاقات الودية بين البلدين ستستمر بتحسن في عهد وزارتكم".
وتمكن الاعضاء الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأمريكي، يوم 9 فبراير/شباط الجاري، من تثبيت مرشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنصب وزير العدل، السيناتور الجمهوري عن ولاية آلاباما جيف سيشنز.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة "فتح الله غولن"، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.