10 دقائق على التليفزيون الرسمي بمصر.. "انتقادات" لافتة للسيسي

10 دقائق على التليفزيون الرسمي بمصر.. "انتقادات" لافتة للسيسي
21.3.2018 12:05

eposta yazdır zoom+ zoom-
عبّر مصريون في نحو 10 دقائق تلفزيونية رسمية عن مخاوف وانتقادات لافتة وإشادات معتادة ظهرت في سياقات نادرة مرتبطة بأجواء الرئاسيات وتتطرق إلى عدة قضايا متعلقة بالأحوال لاسيما المعيشية والأمنية.
 
جاء ذلك ضمن آراء لمصريين استمع لها رئيس البلاد، عبد الفتاح السيسي، ضمن فيلم تسجيلي تحت عنوان "شعب ورئيس" بثه التليفزيون الرسمي وفضائيات مصرية، مساء الثلاثاء، قبيل أيام من بدء اقتراع المصريين بالداخل في الانتخابات الرئاسية الإثنين المقبل، والذي يتواصل لـ3 أيام.
 
ووفق إحصاء مراسل الأناضول، شملت آراء عينة عشوائية مواقف إيجابية وسلبية إزاء "8" قضايا هي: "اليأس من تغيير أوضاع البلاد، والخوف من التوقيف الأمني، وارتفاع الأسعار، والدخول المنخفضة، وتقييم المشروعات القومية، وتقييم الرئاسيات، والدور الاقتصادي للجيش، والتعليم والصحة، والأمان".
 
1: يأس من تغيير الأوضاع
 
"نحن من المفروض ألا نتكلم لأن وقت الكلام فات"، أول عبارة قيلت بالآراء، ذكرها عجوز جالسا على جسر عندما سألته المحاورة عن مطالبه من الرئيس.
 
وخلال استعراض الآراء تكرر هذا الشعور الممزوج بنبرة اليأس من عجوز يبدو في قطار يخبر المحاورة، قائلا إنه مهما تحدث لن يتغير شيء؛ فالأمر سيبقى صفرا.
 
وفي هذا الصدد، تحدث رجل ذو ملامح أربعينية ويبدو خلفه مبني أثري بنبرة يأس ذاتها: "يحزننا أن هذا تاريخنا ونحن في الوضع الحالي".
 
لكن عجوز آخر ظهر وهو يشيد بالسيسي، بالقول: "الرئيس 10 على 10"، ورابع يرفض رحيله ويشيد به، فيما ظهر رأي يقول: "تعبنا".
 
ودعا معارضون مرات لتغيير الأوضاع بالبلاد، وكان أبرزها ما عُرف إعلاميا بـ"ثورة الغلابة"، في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، غير أنها دعوات لم تلق تجاوبا شعبيا.
 
2: "ثقافة الخوف"
 
الخوف من التوقيف الأمني، كان من أبرز ما أثير بين آراء المشاكرين بالفيلم التسجيلي، عندما طلبت منهم المحاورة توجيه طلب للسيسي.
 
إذ تساءل شاب من داخل عربة قطار قائلا "سنُحبس أم لا؟"، فردت المحاورة "لا تخاف لا حبس نهائيا".
 
وبابتسامة يظهر عجوز ثان خائفا مخاطبا المحاور "أرجوك ابعد عني ..أقبلْ يديك"، بينما يتحدث شخص في ملامح الأربعينات بدهشة: "لا أحد يستطيع أن يتكلم".
 
وآخر يضيف: "نحن نريد العدل"، قبل أن يعترضه صوت لا يعرف هويته بالقول: "هذا الكلام يعرضك للحبس".
 
فيما دعا عجوز للسيسي بالخير، قبل أن يقطعه صوت "قول الحقيقة اترك الأونطة (التدليس) ولا تخاف"، في إشارة لشعوره بإمكانية حبسه لو تحدث.
 
وتتحدث تقارير حقوقية غير حكومية محلية ودولية عن تراجع حقوق الرأي والتعبير بعهد السيسي، غير أن نظام الأخير ينفي ذلك، مؤكدا دعمه لها وإتاحة كل فرص تحقيقها في ظل القانون.
 
3: تقييم المشروعات القومية
 
تحدث أكثر من رأي مشيدا بمشروعات البنية التحتية، ودورها في مستقبل مصر
 
وتدخل شاب في عربة قطار برأي مختلف مع ذلك الطرح قائلا: "نعم هو (أي السيسي) يعمل للمستقبل، لكن لابد أن يعيش الشباب الوقت الحاضر"، في إشارة لانتقادات عديدة لزيادة نسب البطالة والعنوسة وارتفاع الأسعار.
 
فيما رأي عجوز تحدث من مكان يبدو أنه ناد اجتماعي راق، قائلا: "عمل (أي السيسي) إنجازات لم تحدث من قبل".
 
بينما ردت فتاة تبدو جامعية، بحدة: "يرددون إنجازات إنجازات ولا استشعر أن هذه تمس المواطنين في شيء"، وهو ما كرره عجوز متسائلا باستنكار: "ماذا استفاد الفقير؟".
 
وفال السيسي في كشف حسابه يناير/كانون الثاني الماضي، إن "الدولة المصرية أنجزت 11 ألف مشروع"، كان أبرزها مشروع حفر قناة السويس الجديدة (أغسطس/آب 2015).
 
4: انخفاض الدخول وارتفاع الأسعار
 
وفي تجمع، اشتكى رجل من غلاء السلع الغذائية التي شهدت ارتفاعا لاسيما منذ تحرير سعر الصرف الجنيه أمام العملات الأجنبية في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، واحتد على شخص ثان يتحدث عن رخص كيلو اللحم ببلاده في منافذ تابعة لمؤسسات بالبلاد، قائلا: "هذا كذب".
 
وتحدثت بائعة بأحد الأسواق: "اللحم والخضار غاليان، لابد من تقليل الأسعار لأن الناس غلابة (فقراء)".
 
فيما تحدث عامل من سيارته الصغيرة مشتكيا من أن دخله لا يكفي معيشته.
 
وخاطب سائق السيسي قائلا: "ارحمنا من الغلاء الذي نعيش فيه".
 
فيما طالبت سيدة -تتحدث من عربة قطار- بالصبر والتحمل حتى تجاوز هذه الفترة، متوقعة أن "الخير قادم"، وهو ما اتفق عليه شخص آخر قائلا: "هم يفكرون أن هذا التقشف ضرر للبلد، بالعكس".
 
ومن محطة للقطارات، تحدث أكثر من شاب عن التكاليف المعيشية الصعبة جراء رواتب منخفضة بين 800 جنيه (47 دولارا) و2000 جنيه (117 دولارا).
 
فيما ظهر رجل عجوز يحمل على ظهره ما يشبه أقمشة يبيعها في الشوارع، مقسما "والقرآن الكريم وكل الأديان التي خلقها ربنا لا أحد يجد العيش الحاف (تعبير يدل على الفقر الشديد)".
 
5: أوضاع الصحة والتعليم والبطالة
 
البعض تطرق إلى حال الصحة والتعليم ومستوى البطالة في البلاد.
 
إذ قال أحدهم من داخل سيارته: "يعمل (أي الرئيس) أكثر مما يطلبه الناس، كله سيأتي (سيتحقق) إن شاء الله في الفترة الثانية (2022:2018)، سيعمل على الإنسان والصحة والتعليم".
 
بينما يظهر عجوز في مقهي يمسك بصحيفة قائلا: "الصحة في الحضيض (أي منعدمة) هناك نقص في الأدوية بالألوف".
 
فيما تحدث شاب وعجوز عن أهمية توظيف الشباب عقب التخرج من الجامعة، مستنكرين معدلات البطالة الحالية، قبل أن يشير شاب يتحدث من عربة قطار إلى أن "هناك عملا كثيرا لكن الناس لا تبحث".
 
وبلغ رسميا معدل البطالة في مصر 11.98 بالمائة في الربع الثاني من 2017 مقابل 12.5 بالمائة في الفترة المناظرة من 2016.
 
6: الدور الاقتصادي للجيش
 
الحديث عن الدور الاقتصادي للجيش كان حاضرا أيضا في الفيلم التسجيلي.
 
إذ انتقدت سيدة سيطرة العسكريين على النشاط الاقتصادي في البلاد. وقالت من داخل سيارة فاخرة: "لا أرى أن النظام العسكري (هذا التوصيف كان يرفضه السيسي في 2014 ولم يعلق عليه حاليا) يدرس الأمور بشكل علمي بقدر ما يرى النواحي الأمنية أكثر (..). البلد تحتاج علماء وفرق عمل على ملفات".
 
واتفق معها شاب قائلا: "استشعر أن الجيش دولة بمفرده، نعم هو من البلد والشعب، لكن لا أفضل. هم ليسوا متخصصين في الاقتصاد، ونحن لدينا مشاكل اقتصادية".
 
7: تقييم الرئاسيات
 
حال الرئاسيات الحالية لم يعجب البعض الذي كان يتمنى وجود أكثر من مرشح للاختيار من بينهم بدلا من الحال الحالي؛ حيث ليس أمام الناخبين سوى مرشحين اثنين فقط؛ هما الرئيس الحالي السيسي، ومرشح آخر أعلن دعمه لترشح الأخير قبل أيام من تقديم أوراق ترشحه.
 
وعن ذلك، قالت السيدة، التي كانت تتحدث من سيارة فاخرة، إنه كان يجب أن يكون هناك مرشحين (بالرئاسيات) ورأيا ثانيا ووجهة نظر ثانية، حتي لو كان الرئيس الحالي (تقصد السيسي) سيفوز.
 
فيما أكد عجوز أنه سينتخب الرئيس المصري "حتى آخر العمر"، وسط أراء متوالية تشيد به وتدعو له وتؤكد وطنيته وحمايته للبلاد.
 
قبل أن يؤكد شاب على أن هناك إعلام مستفز جدا يقوم بالنفاق والتوجيه، وسط أحاديث شبابية عن حاجة السيسي لبرنامج انتخابي.
 
8: الأمان
 
مطلب الأمان كان مثار جدل بين المستطلع أراؤهم في الفيلم التسجيلي.
 
وبينما قال عجوز "لا شكاوي والبلد في تقدم وفي أمن وأمان، يقاطعه شخص آخر قائلا "لا أمان موجود"، وسط اختلاف بين الآراء حول تلك القضية.
 
وتشهد مصر عمليات تصفها بـ"الإرهابية" مست مقار عسكرية وشرطية وعبادة، وخلفت عشرات مئات الضحايا خلال السنوات الأخيرة، وسط تحركات للجيش والشرطة لبسط السيطرة ومواجهات التحديات الأمنية وأحدثها عملية سيناء 2018 في أنحاء البلاد التي تأتي بالتزامن مع استمرار فرض حالة الطوارئ بالبلاد.
 
** تعقيب وجدل
 
من جانبه، عقب السيسي موضحا أن هذه المشكلات "نتيجة تراكمات تعود للستينيات" من القرن الماضي، نافيا المساس بحرية أحد عند الحديث أو أن المشروعات القومية مضرة.
 
واستعرض عددا من الإجراءات التي تم اتخاذها "حتى لا تكسر ظهر المواطن أو خاطره"، في مجالات مثل الإسكان والدعم والتكافل.
 
ونفى السيسي ما قال إنه يتردد عن سيطرة القوات المسلحة على الاقتصاد، ومعتبرا أنه ليس له ذنب في عدم وجود منافسيين كثر ضده في الرئاسيات الجارية بالبلاد.
 
ووسط جدل، حازت الأسئلة على تعليقات عديدة منها من ينتقد ويصفها بأنها "ليست حقيقية" مثل القانوني المصري، نور فرحات عبر صفحته بـ"فيسبوك"، وحديثه عن غياب أسئلة مثل زيادة الاقتراض وتعويم العملة، والوضع القضائي.
 
في مقابل إشادات لاسيما من الإعلامي المصري البارز الداعم للنظام، عمرو أديب، الذي امتدح تقبل الرئاسة للأسئلة، ودعا للاستمرار على هذا النهج في الفترة المقبلة.
 

أخبالا المحلي

برامج الجوال

iPhone iPad Android Windows Phone
Milli Gazete ©  لا يمكن النقل أو النسخ من دون ذكر المصدرو جميع الحقوق محفوظة +90 212 697 1000 :رقم و فاكس