اعتبرت رئاسة الشؤون الدينية التركية اليوم الاثنين، اقتراح شخصيات فرنسية حذف بعض الآيات من القرآن الكريم يعد إساءة للإسلام والمسلمين.
جاء ذلك في بيان صادر عن رئاسة الشؤون الدينية اليوم، أشارت فيه إلى إطلاق "حملة افتراء ضد القرآن الكريم الكتاب المقدس للمسلمين من قبل بعض الجهات، واقتراحات استفزازية تتجاوز الحدود، عقب جدالات أثيرت إثر حادثة مقتل مسنة يهودية في فرنسا.
وأكدت أنها لا توافق أبدًا من الناحية العلمية والأخلاقية على حذف آيات قرآنية من سياقها، وتحميلها معان خاطئة.
وأضافت: "بحسب الإيمان المشترك لكافة المسلمين، فإن القرآن الكريم هو آخر كتاب سماوي أنزله الله، ووصل إلى يومنا هذا دون أي تحريف فيه، ولن يتغير أو يُغير حتى يوم القيامة".
وأردفت، أن حياة الناس قيّمة ومُصانة مهما كان معتقد صاحبها بحسب القرآن الكريم، وحتى أن قتل نفس دون حق يعتبر قتلًا للناس جميعًا، وإحياء نفس كأنه إحياء للناس جميعًا".
وشددت أن هناك حقيقة لا يمكن إنكارها، وهي وجود جماعات وأشخاص ينتمون إلى معتقدات مختلفة بما فيها اليهودية والميسحية عاشوا سويًا ضمن المجتمعات الإسلامية على مدار مئات السنين في سلام وطمأنينة.
وأشارت إلى أن المسلمين الذين عاشوا سويًا مع تلك المجتمعات انطلقوا في ذلك من القرآن الذي يعتبر مصدر الرحمة، وتصرفوا بحسن ورحمة وعدالة.
ولفت إلى مدن مثل إسطنبول والقدس وبغداد ودمشق والقاهرة وسراييفو الواقعة في مركز الحضارة الإسلامية تعتبر شاهدة على نماذج رائعة للعيش المشترك.
وقالت الرئاسة، "بالرغم من كل تلك الحقائق، فإن الإفتراء على الإسلام والمسلمين والقرآن الكريم عبر خلق تصور قائم على مجموعة حوادث فردية ومجهولة الفاعل، ينتهك العقل والعلم والتاريخ والحق والحقوق والضمير، فهذه المساع مسبقة الأحكام لا تنفع سوى لخدمة الإسلاموفوبيا التي تهدد الحقوق الأساسية للمسلمين".
وأدانت بشدة هذه الأعمال الاستفزازية التي تؤلم كافة المسلمين، وتزعزع السلام العالمي، ودعت الرأي العام العالمي إلى أن يكون أكثر إنصافًا وعدلًا.
ونددت قيادات من مسلمي فرنسا بمقال نشرته صحيفة "لو باريزين"، في أبريل/نيسان الماضي، وتضمن مطالبة بـ"حذف" آيات من القرآن؛ حيث اعتبرت ما تضمنه المقال "نوعا جديدا من معاداة السامية".
وحثّ الموقعون الـ300 على المقال - بينهم الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء السابق مانويل فالس- سلطات المسلمين على "حذف" آيات من القرآن ادعوا أنها "تحث على قتل ومعاقبة اليهود والمسيحيين والملحدين".