أعلنت جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها السلطات المصرية "إرهابية"، مبادرة للخروج مما اعتبرته "النفق المظلم" ببلادها تتضمن إجراء انتخابات رئاسية جديدة، يدعو لها محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا.
جاء ذلك في بيان للجماعة مساء الاثنين، بعنوان " تعالوا إلى كلمة سواء وطن واحد لشعب واحد"، بمناسبة الذكرى الخامسة لاعتصامي أنصار "مرسي" في ميداني النهضة (غرب القاهرة) ورابعة (شرقها).
وتمت عملية الفض في 14 أغسطس/ آب 2013، ما أسفر عن سقوط 632 قتيلًا منهم 8 شرطيين، بحسب "المجلس القومي لحقوق الإنسان" (حكومي)، في الوقت الذي قالت منظمات حقوقية محلية ودولية (غير رسمية) إن أعداد القتلى تجاوزت الألف.
وفي مصر، جرت انتخابات رئاسية لمرتين عامي 2014، و2018، فاز فيها عبد الفتاح السيسي، الذي كان وزير الدفاع إبان الإطاحة بمرسي، من الحكم في صيف 2013، والمسؤول ذاته وقت أحداث رابعة في أغسطس/آب 2013.
وأعلنت الجماعة 10 بنود لما أسمته "دعوة للحوار الوطني"، قالت إنها "حرصا على إخراج الوطن من النفق المظلم".
وتضمنت أبرز البنود العشرة، الاحتفاء بثورة يناير/ كانون ثان 2011، والتأكيد على أن الجماعة فصيل وطني، وأن السلمية خيار التنظيم في التغيير والحفاظ على مؤسسات الدولة.
كما تضمنت اعتبار الشعب المصدر الوحيد للشرعية، ورفض مناخ الاستقطاب، والتأكيد على أن حقوق الضحايا لا تسقط بالتقادم وأهمية تحقيق العدالة الناجزة.
وقالت إن "أفضل طريق للخروج من هذا النفق المظلم هو عودة الرئيس مرسي لسدة الحكم على رأس حكومة ائتلافية يتم التوافق عليها من القوى الوطنية لمدة محددة وكافية، يتم خلالها تهيئة البلاد لإجراء انتخابات حرة نزيهة تشرف عليها هيئة قضائية مستقلة، تتوافق عليها القوى الوطنية دون إقصاء لأحد".
وختمت الجماعة البيان قائلة: "ندعو إلى حوار وطني مجتمعي شامل في مناخ صحي يسمح بتحقيق البنود السابقة، حتى يمكن استعادة اللحمة الوطنية والانطلاق نحو وطن واحد لشعب واحد".
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من السلطات المصرية بشأن ما أثارته الجماعة، غير أن أواخر يوليو/تموز الماضي، جدَّد الرئيس، عبد الفتاح السيسي، رفضه المصالحة معها قائلا في خطاب متلفز "نجابه الإرهاب بلا هوادة، دون أن نلجأ للمصالحات؛ حمايةً للدولة والدين".
ومنذ الإطاحة بمرسي المسجون حاليا، تعاني مصر أزمة سياسية لم تفلح في إنهائها مبادرات محلية وغربية، ويعيب السيسي، على الإخوان "عدم قبولهم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة".
ويرفض مؤيدو النظام المصري عادة فكرة مبادرات لحل ما يراه معارضون "أزمة سياسية"، مؤكدين أن البلاد مستقرة وتحارب الإرهاب ولا تقبل المصالحة مع الإخوان، مستنكرين عادة الدعوة لانتخابات رئاسية جديدة في وجود رئيس حالي للبلاد