طالب تيري بول فاليت، مدير حركة "السترات الصفراء" عن العاصمة الفرنسية باريس، باستقالة الرئيس إيمانويل ماكرون، مبينا أن رفع أسعار الوقود في البلاد، كان القشة التي قصمت ظهر البعير.
جاء ذلك في حديث أدلى به فاليت، للأناضول، حول الاحتجاجات التي تقودها حركة "السترات الصفراء" منذ 15 يوما، ضد سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون، وزيادة أسعار المحروقات.
ولفت إلى أن الاحتجاجات اندلعت عقب وضع ضرائب إضافية على المحروقات، قائلا: "الضرائب الإضافية على المحروقات كانت القشة التي قصمت ظهر البعير".
وأضاف: "الناس في الشوارع لأن لديهم إحساسا عميقا بالظلم"، مبينا أن الطبقة المتوسطة والفقيرة تدفع الضرائب، في حين لا تفرض هذه الضرائب على من لديه المال من الطبقات العليا والشركات الكبرى.
وقال فاليت إن هذه الأسباب دفعت الناس إلى الشوراع، بعد نفاذ صبرهم على ماكرون وسياساته، مضيفا: "المحتجون يطالبون باستقالة ماكرون".
وشدد أن "الفرنسيين ملّوا دفع الضرائب، والمحتجون يطالبون بإجراء استفتاء حيال الإصلاحات التي يقودها ماكرون، وإلى جانب هذا فإن ماكرون يستفز الفرنسيين، فهو غير متواضع".
"فاليت" أكد أن انتهاء الاحتجاجات متعلق بالموقف الذي سيبديه ماكرون وحكومته، مبينا أن المحتجين لم يقتنعوا بكلمة الرئيس الفرنسي الثلاثاء الماضي، المتعلقة بالبيئة وتغير المناخ.
وتابع فاليت: "ينبغي لماكرون اتخاذ خطوات سريعة ترضي تطلعاتنا، وإلا فإن الاحتجاجات ستتواصل".
وأردف: "إذا لم يجد ماكرون والحكومة حلا لمشاكل المحتجين، فإنهم بذلك يدفعون الفرنسيين إلى (القيام) بالثورة".
ومن المتوقع أن تنظم حركة "السترات الصفراء"، السبت، تظاهرة ضخمة في شارع الشانزليزيه وسط العاصمة باريس.
والثلاثاء، قال ماكرون إن حكومته ستطبق الإصلاحات المنشودة، وإن المشاكل التي تعانيها البلاد تعد نتيجة تراكم (أخطاء) 40 عاما.
وطالب ماكرون في كلمته، بمشاركة هيئة من "السترات الصفراء" للأعمال التي ستنفذها الحكومة في مختلف أنحاء البلاد، ضمن مساعي إيجاد حلول لمشاكل تغير المناخ.
وبيّن الرئيس الفرنسي أنهم سيعدلون سعر الضرائب على المحروقات كل 3 أشهر مرة، بما يتماشى مع سعر النفط، وسيغلقون جميع المحطات التي تعمل على الفحم في البلاد بحلول 2022.
ويتعرض ماكرون مؤخرا لانتقادات شديدة تتهمه بزيادة ثراء الطبقة الغنية في البلاد، وتضييقه على الطبقة المتوسطة والفقيرة، منذ مجيئه إلى سدة الحكم في فرنسا العام الماضي.
وبحسب آخر الاستطلاعات في البلاد، فإن 84 بالمئة من الفرنسيين يدعمون "السترات الصفراء"، فيما تشكل الطبقة ذات الدخل المتوسط أغلب المحتجين.
وارتفع سعر وقود الديزل في فرنسا أكثر من 20 بالمئة خلال العام الأخير.
وتشهد مناطق مختلفة من فرنسا، منذ 17 نوفمبر / تشرين الثاني تظاهرات تقودها حركة "السترات الصفراء"، احتجاجا على سياسات ماكرون، وزيادة أسعار المحروقات.
وخلال التظاهرات، لقي شخصان مصرعهما وأصيب 136 من عناصر الأمن، و756 شخصا بجروح، فيما أوقفت قوات الأمن الفرنسية 693 شخصا.