"درع الفرات" تعيد الحياة إلى الشمال السوري

"درع الفرات" تعيد الحياة إلى الشمال السوري
24.8.2017 15:29

eposta yazdır zoom+ zoom-
باتت المناطق التي تحررت من عناصر تنظيم داعش الإرهابي بفضل عملية درع الفرات التي تحتفل بالذكرى السنوية الأولى لها اليوم الأربعاء، ميناءً آمناً لألاف السوريين الفارين من ويلات الحرب الدائرة في عموم البلاد منذ 6 أعوام.
 
ودعمًا لقوات "الجيش السوري الحر"، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/آب 2016، حملة عسكرية في مدينة جرابلس (شمال سوريا)، تحت اسم "درع الفرات"، إستهدفت تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم "داعش" الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.
 
واستمرت عملية درع الفرات التي جرت بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي لمكافحة داعش، 218 يوماً، وانتهت في 29 مارس/ تموز 2017، بعد أن استطاعت القوات المشاركة فيها، تحرير نحو ألفين كيلو متر مربع ابتداءً من مدينة جرابلس الحدودية مروراً بمناطق وبلدات مثل الراعي ودابق وأعزاز ومارع وانتهاءً بمدينة الباب التي كانت معقلاً لداعش.
 
وبفضل درع الفرات، أصبحت المناطق المحررة في الشمال السوري، مقصداً آمناً للمدنيين الفارين من ظلم داعش وتنظيم "ب ي د" (الذراع السوري لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية).
 
وفور إعلان تحرير المناطق المذكورة آنفاً، هبّت مؤسسات حكومية تركية مثل الهلال الأحمر وهيئة الطوارئ والكوارث الطبيعية، لإحياء تلك المدن والبلدات، وجعلها مركز جذب لآلاف السوريين.
 
وقامت المؤسسات التركية خلال الفترة الماضية، بتزويد تلك المدن والبلدات، بمقومات الحياة، حيث تمّ إيصال الطاقة الكهربائية والماء النقي، إلى مدينة جرابلس وبلدة الراعي.
 
ولم تكتف الجهات التركية المختصة بإيصال الماء والكهرباء، بل عملت على إصلاح البنية التحتية التي دُمّرت بالكامل نتيجة الحرب، ورمّمت المستشفيات والمدارس، وسخرت كافة المنشآت الموجودة هناك لخدمة السوريين.
 
وبعد إعادة المناطق المحررة إلى وضعها الطبيعي وتحسين الظروف المعيشية فيها، عاد قرابة 50 ألف لاجئ سوري ممّن كانوا في تركيا طوال مدة الحرب، إلى ديارهم، في حين استقبل مخيم زوغرا الموجود في مدينة جرابلس، قرابة 8 آلاف نازح سوري اضطروا لمغادرة حي الوعر في محافظة حمص وسط البلاد، عقب الحصار الخانق للنظام السوري على منطقتهم.
 
ويستقبل القاطنون في المناطق المحررة، المنظمات المدنية والإغاثية التركية، بحفاوة وترحيب كبيرين، ويعبرون عن شكرهم وامتنانهم لحكومة تركيا وشعبها للمساعدات الإنسانية التي يقدمونها للشعب السوري.
 
وفي تصريح لمراسل الأناضول، قال حسن قرة رئيس بلدية ولاية كليس التركية المحاذية للأراضي السورية، إنّ توفير أمن الحدود والمواطنين، يعد من أهم الخصائص التي تضمن بقاء الدولة واستمراريتها.
 
وأشار قرة إلى وجود دول عدة تعمل على تطبيق أجندتها في المنطقة عبر استخدام المنظمات الإرهابية، لافتاً أنّ المنظمات الإرهابية لا تؤمن بأي معتقد ديني أو عرقي، وأنّها لا تعترف بالحدود.
 
وتابع قرة قائلاً: "قبل انطلاق عملية درع الفرات، لم نكن في مأمن داخل بيوتنا وفي شوارعنا، وكان تنظيم داعش يستهدف مدينتنا بالصواريخ والقذائف، واستشهد عدد من مواطنينا، وأثّرت هذه الهجمات سلباً على الحالة النفسية لسكان الولاية".
 
وأردف قائلاً: "علمنا أننا لن نعيش بسلام قبل تطهير المنطقة من المنظمات الإرهابية، وجيشنا أطلق عملية درع الفرات ضدّ أعنف منظمة إرهابية في العالم، وذلك عقب محاولة الانقلاب الفاشلة بنحو شهر، واستطعنا تحقيق الانتصار ودحر وإبعاد العناصر الإرهابية من حدودنا".
 
من جانبها قالت فاطمة شاهين رئيسة بلدية ولاية غازي عنتاب الجنوبية، إنّ كافة مؤسسات الولاية عملت منذ اليوم الأول من تحرير المناطق المذكورة، لإعادة تأهيلها وتحسين الظروف المعيشية فيها.
 
وأشارت شاهين إلى أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أصدر تعليمات قطعية بخصوص الإسراع في إصلاح البنى التحتية في المناطق المحررة وإعادة الحياة فيها إلى وضعها الطبيعي

أخبالا المحلي

برامج الجوال

iPhone iPad Android Windows Phone
Milli Gazete ©  لا يمكن النقل أو النسخ من دون ذكر المصدرو جميع الحقوق محفوظة +90 212 697 1000 :رقم و فاكس