يستقبل الموريتانيون شهر رمضان المبارك بعادات وطقوس تختلف من منطقة إلى أخرى، ولا تزال العائلات تتمسك بها إحياء وتبارك بالشهر الفضيل.
من بين تلك العادات والطقوس، حلق شعر رؤوس الأطفال، خلال الأيام الأولى من رمضان، ليتزامن نمو شعر رأس الطفل من جديد مع نهاية الشهر، ويمسونه "شعر رمضان".
ويعتبر حلق شعر رؤوس الأطفال في رمضان من أقدم وأعرق العادات، التي لا يزال يحافظ عليها الكثير من الموريتانيين، وخاصة في الأرياف والمناطق غير الحضرية.
** يطيل العمر
وتعتقد شرائح واسعة من الموريتانيين أن حلق شعر رؤوس الأطفال هدفه التبرك بالشعر الذي ينبت في الشهر المبارك، فهو يطيل العمر، على حد اعتقادهم.
وقالت "آمنة بنت أحمد" (65 سنة) للأناضول: "أحرص منذ زمن بعيد على حلق شعر رؤوس أطفالي كل سنة مع بداية رمضان".
وأضافت: "ورثنا عادة حلق شعر رؤوس الأطفال في رمضان عن أجدادنا، نقوم بذلك من أجل التبرك بهذا الشهر، حيث ينمو للأطفال شعر جديد في الشهر المبارك".
وأوضحت أنه "كلما اقترب رمضان تتوقف العائلات عن حلاقة شعر رؤوس الأطفال في انتظار قدوم الشهر، حيث تبادر جميع العائلات بحلق شعر رؤوسهم".
ورغم أن العائلات تحرص على حلاقة شعر الأطفال بالأساس، فإن بعض الكبار يحلقون شعر رؤوسهم أيضا تبركا بالشهر الكريم.
وحسب "بنت أحمد" فإن "عادة حلق شعر رؤوس الأطفال تستمر مع الأطفال كل سنة، حتى بلوغ سن الحادية عشرة أو الثانية عشرة".
** أول الشهر وآخره
و"إذا كانت عادة حلق شعر الرأس في رمضان بدأت في التراجع شيئا فشيئا في المدن الكبيرة، إلا أن آلاف الأسر في هذه المدن، وبينها العاصمة نواكشوط، لا تزال تتمسك بها"، وفق الخبير الاجتماعي "سيدي ولد بياده".
"ولد بياده" تابع بقوله للأناضول إن "الشعب الموريتاني بطبعه شعب محافظ، فهو من أكثر الشعوب محافظة على العادات والتقاليد، ولذلك لا تزال آلاف الأسر تتمسك بالكثير من العادات بقوة".
ومع بداية رمضان، تكتظ محلات الحلاقة في المدن الرئيسية بالراغبين في "شعر رمضان"، أما في الأرياف والمناطق غير الحضرية، فإن المرأة تتولى بنفسها حلاقة شعر رؤوس أطفالها.
محمد يحيى، وهو مالك محل حلاقة في نواكشوط، قال للأناضول: "اعتدنا أن يتوافد الكثيرون على المحل مع بداية رمضان، ثم يتوقف الإقبال حتى ليلة العيد".
ويضيف في حديث للأناضول:"مع بداية الشهر تأتي العائلات بالأطفال إلى هنا لحلاقة شعر رؤوسهم، تبركا بالشهر المبارك، فالكل يريد شعر رمضان".