"وصفتنا جاهزة هي الاخلاق المحمدية"

"وصفتنا جاهزة هي الاخلاق المحمدية"
6.12.2021 16:34

قام المتصوف والمفكر عمر طغرول إنانتشر بتقييم موضوع الأخلاق الحميدة لجريدتنا والذي يأتي كأحد الجروح الدامية الرئيسية في مجتمعنا.

eposta yazdır zoom+ zoom-

بين إنانتشر معنى الأخلاق لدى النظرة الصوفية و نبه إلى كون الأخلاق دواء لكل مشكلتنا. وأشار إنانتشر إلى أهمية إتخاذ الأخلاق المحمدية كهدف أساسي للأخلاق. وأكد إنانتشر أن مهما واجهتنا المشاكل والمصائب والابتلائات هذه كلها لا تقاس بما أصاب سيدنا رسول الله صل الله عليه و سلم حتى بذرة منها. وتطرق إنانشتجر إلى المشكلة الكبرى للمسلمين قائلا : إن مشكلتنا الكبرى عدم توحدنا. وتحدث إنانشتر عن أهمية الطرق الصوفية  لجعل الأخلاق المحمدية ملموسة في المجتمع. الحوار الذي أجرينا مع المتصوف والمفكر عمر طغرول إنانشتر كما يلي:

ـ سيدي هناك تعبير بأن الاسلامية إنسانية طيبة أما التصوف اسلامية طيبة. ثمة تعريف للأخلاق لكن أنا أريد أن أوجه إليكم سؤالا بكونكم من الصوفية "ما معنى مفهوم الأخلاق بالنظرة الصوفية؟

ـ الأخلاق مصطلح. هذا المفهوم مرتبط بتطبيق الصحيح والجيد والجميل. عندما يصبح هذا المفهوم واقعا ملموسا يسمى أدبا. لذا يجب ألا نفرق بين الأخلاق والأدب. التأدب والعمل بالأدب يعني المعاملة بالأخلاق. يقول سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم " الإسلام حسن الخلق". وبالتالي للأسف الشديد بسبب ظننا بأن الدين عبارة عن الأوامر والنواهي وبسبب أداء العبادات إما طلبا للجنة وإما خوفا من النار يعني بتلمس المنفعة لا نبلغ إلى الحكمة و الماهية. قصد ربنا عز وجل من إقامة تلك العبادات التي نحن مكلفون بها أن نتحلى بحسن الخلق. هذه الطرق مختصرة. إذا هم شخص أن يسلك طريقا آخر إما يضل الطريق أو يخرج أمامه مطب أو تواجهه الهاوية و يبقى في منتصف الطريق.

" نستطبع أن نبلغ إلى حسن الخلق باتباع سيدنا صل الله عليه وسلم ليس غير"                                                              

القدوة الوحيدة بالنسبة لنا هي حياة حضرة سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم. يتوجب تحليلها بالتفصيل وأخذ العبر والنماذج منها لتطبيقها في حياتنا قدر حجمنا و قدر وجداننا. يعني على الأرجح أن تدخل النفس إلى أمورنا إن قررنا نحن ممارسة الأعمال الصحيحة والمفيدة والجميلة. نستطبع أن نبلغ إلى حسن الخلق باتباع سيدنا صل الله عليه وسلم ليس غير.

ـ تواجهنا اليوم المشاكل الصحية من قبيل الأزامات النفسية. سيدي! ما دور الأخلاق في تخلص قلب الفرد من الأمراض؟

ـالأعمال التي نندم عليها في زاوية  مهما لم نعترف بها أمام الآخرين بعد أن ظنناها أشياء ممتعة في البداية وقمنا بها تصدر من جانب النفس. بعدم تكرار هذه الأعمال تكتسب الأخلأق الحميدة. في المقابل إذا يستعصي علينا شيئ مثلا في يوم من أيام الشتاء نضطر لنتوضأ جاء وقت الصلاة، يجب أن نخلع المعطف، والحذاء ووو. يفكر الإنسان أن هذا صعب للغاية. ولكن عندما لا تهتم بهذه الوساوس و توضأت ستقول بالتأكيد " من الجيد أني توضأت." وهذه الأشياء تصدر من جانب الروح. بعد التفريق بين الخصال التي تصدر من جانب النفس وبين الخصال التي تنتج من الروح  تكتسب الأخلاق الحميدة  بترك حظوظ النفس ومواصلة الأعمال الروحية.

" لا يدوم فرح الدنيا ولا بؤسها"                                                                                                                

أما التحصن من الأمراض.... نحن مجتمع يرى الحياة الدنيا غاية. هذا حال البشر عامة. بيد أن الدنيا دار ممر ومسرح التجهيز للحياة الأبدية. لذا نتعرض للامتحانات المتنوعة التي تأتي من قبل ربنا في هذا المسرح. الصحة حال أما المرض انقطاع عن هذه الحال.  لا يدوم فرح الدنيا ولا بؤسها كما هو دأبها. هذا لا يستمر طوال العمر البتة. لذا يجب اجتياز مرحلة المرض بالصبر. الكلمات مثل " أما وجدت غيري لترسل إليه هذه الأمراض؟ لماذا يصيبني كل هذا يارب؟" تبعدنا عن الأخلاق الحميدة والطريق المستقيم بكوننا نجعل بهذه الكلمات أنفسنا أمام كل شيء.  أما إذا صبرنا معتقدين أن هذه الأمراض امتحان من الله عز وجل سائلين الله " اللهم احفظنا من أمثال هذه الأمرض و الأصعب منها" فننجح في الامتحان. يجب أن نعرف أن هذا عابر أيضا. لأن الله عز وجل لم ينزل الداء دون دوائه. لكن الناس بسبب شغفهم بالحياة الدنيا يطرحون سؤل" هل هناك دواء للموت؟" بيد أن اعتبار الموت كهم غفلة كبيرة. الموت ليس هما بل ولادة لعالم آخر. لكننا بسبب عدم إهتمامنا للعالم الآخر ننتظر الموت هنا بالرهاب. في الحقيقة لسنا بحاجة إلى الخوف. انتقلنا من أرحام أمهاتنا إلى الدنيا. و نترك هذه الدار لكي نولد في الآخرة. وفي المحشر ننتقل من البرزخ إلى الحياة الأبدية. ليست الحياة هي الدنيا فقط. لذا يجب أن نعتبر الأمراض المادية والمعنوية وسيلة الامتحان و نمر قارئين هذه العبارة: " وهذا سيمضي يا هو!"

ـ سيدي! إذا اجتمعت الشرائح المعنية بهذه الأمور و يقال: سنقوم بتخطيط تنمية الأخلاق و نطلق حملة لهذا الغرض برأيكم ما أهم عناوين هذا الاستنفار؟

ـليس هناك عناوين ورأس الجملة أو شيء آخر. المادة الوحيدة "علينا أن نتخلق بأخلاق سيدنا رسول الله صل الله عليه و سلم!". وهذا يتطلب أن نتعرف عليه. إذا سألنا أي شخص عن حبه للنبي عليه السلام جوابه يكون بالتأكيد أنه يحبه كثيرا. لكنه عاجز أن يذكر أسماء الأقربين إليه من زوجاته صل الله عليه وسلم. بيد أن زوجات النبي عليه السلام أمهات المؤمنين. نحن أصحاب أي أخلاق؟؟ لا نعرف أسماء أمهاتنا. كيف نقتدي بسيدنا رسول الله عليه السلام. هنا علامة استفهام كبيرة...إن الله عز وجل وضع داخلنا المشاعر كما جهزنا بالأعضاء في أبداننا. هذه المشاعر موجودة لدى الكل. مثلا أحد هذه المشاعر أن يبحث الشخص عن ربه و يجده. يذكر في القرآن الكريم هذا في قصة إبراهيم عليه السلام. أولا يرى الكواكب و يظنها إلاها و بعده الشمس وهكذا..لكن عندما تغرب الشمس يقول " الذي يغرب و يطلع لا يصلح للعبادة. العبادة تصلح لمن يقدر كل هذا...هل يذكر الله عز وجل كل هذا من قبيل المتعة.؟! لا..يقص لكي نتعرف إلى أشياء..ما هي النقطة يجب أن ننتعلم منه؟ أعطى الله عز وجل  لكل إنسان لكونه خليفة له المشاعر وقابلية البحث عنه. يلزم استخدام هذه القابليات. وأعطى أيضا ميلا إلى المعالي ليكون مثالا بشأن الجميل والمفيد والصحيح. إذا نقوم بالبحث في حياة سيدنا رسول الله صل االله عليه وسلم تتحرك هذه المشاعر. لأن ليس في حياة نبينا صل الله عليه وسلم شيئ يخالف رضا الله و فطرة الإنسان.

"ما أصابنا لا يقاس بما أصاب النبي عليه السلام حتى بذرة منه"                                                                          

ـ ماذا يجب لمواجهة التجاوزات بشأن الأخلاق سيدي؟"                                                                                    

ـمهما يتطاولون علينا ومهما يمسوننا بالسوء ليس كل هذا قابلا للقياس بما أصاب النبي عليه السلام حتى بذرة منه. كذا الأنبياء الآخرون عليهم السلام. قطعوا عنق سيدنا يحيى، قتلوا سيدنا زكريا بالمنشار داخل الشجرة، أما ما أصاب نبينا عليه السلام فحدث ولا حرج! وضعوا على رأسه المبارك كروشا واستهدفوه بالرمي و عزموا على قتله...نحن لا نتعرض لمثل هذه الصعوبات والهجوم.

"رأس كل أمر ووسطه ونهايته هو رسول الله صل الله عليه وسلم!"                                                                        

علينا أن نطبق كل ما فعله سيدنا صل الله عليه وسلم. علينا أن نجاهد تجاه من يعتدي علينا. بدون علمنا لخصومة أنفسنا أصبحنا نعتبر الحرب والضرب جهادا. وبالتالي سنصد الهجمات التي نتعرض لها مثل ما فعل سيدنا صل الله عليه وسلم.  رأس كل أمر ووسطه ونهايته هو رسول الله صل الله عليه وسلم! يمكننا هذا على قدر المستطاع.

" لا أؤمن بوجود داء ليس له دواء بعد تعرفي على سيدنا رسول الله عليه السلام"                                                          

الأساس حياة رسول الله عليه السلام. للانتقال من المرض إلى التداوي ومن شر العدو إلى الخلاص ومن الشر إلى الخير ومن الشباب إلى الشيخوخة ومن الأحوال إلى الأحوال الأخرى نعم في كل هذا قدوتنا سيدنا صل الله عليه وسلم. لا أؤمن بوجود داء ليس له دواء بعد تعرفي على سيدنا رسول الله عليه السلام.

" المسألة كلها تكمن في التوحيد!"                                                                                                               

لو عاش المسلمون التوحيد الذي أمرنا الله به كشيء أساسي، لو كانوا أهل توحيد حقا لما بقي هناك عدو وما بقي شيء آخر.  طبعا هناك من سيقوم ببعض الأشياء لكن ماذا حدث عندما أتوا إلى بدر وأحد.؟ طالما ندرك الشيء الذي يؤمن لنا القوة بأنه توحيد وتوحد. هذه الأشياء لا تتحقق بشعارات براقة. الله يطلب منا التوحد. الحالة التي وقعنا فيها سببها بعدنا عن التوحد. ولذي يعتدي علينا يقوم بهذا بسبب قوته. كيف نتجاوز هذه العقبة؟ نشعر الألم في رؤوسنا ونتناول المسكن.لكن ما السبب لهذا الألم؟ هناك أسباب من الضرب بالحذاء إلى الزكام وإلى ما هنالك. نحن لا نبحث عن هذا السبب. نتناول الأقراص لإزالة الألم. بعد تعافينا من الألم نظن أننا قد شفينا من االمرض. بيد أن لو قمنا بالبحث عن السبب و عالجناه لزال الألم في الرأس تلقائيا.

"لا يعتد بشخص في الاسلام  بأنه أنقذ نفسه دون أن ينقذ إخوته!"                                                                           

ما سبب اختلافاتنا اليوم؟ إذا نجد هذا وأزلناه ستزول كل مشاكلنا. نعرف السبب. هو من النفس. ما يسمى بدولة الكويت كانت قرية، الإمارات أيضا. ناهيك عن اليمن ولبنان. شظايا متناثرة. دينهم واحد، عرقهم واحد، لسانهم واحد.. هناك من يحاول أن ينقذ نفسه فقط كقائد السفينة. بيد أن لا يعتد بشخص في الإسلام بأنه أنقذ نفسه دون أن ينقذ إخوته.لأن المسلمين كالجسد الواحد. لو يشاك أحدا بشوكة يشعر الشخص ألمه في رأسه. لماذا إذن لا نشعر بالألم تجاه ما يحدث في السودان وغانا وكشمير وفلبيين... يقال بأن يخت الملك السعودي أكبر يخت في العالم. هناك من يموت من الجوع. هل هذا من الإسلام. لنكن أولا مسلمين ستحل كل مشاكلنا يا أخي! هذا مربط الفرس!  


أخبالا المحلي

برامج الجوال

iPhone iPad Android Windows Phone
Milli Gazete ©  لا يمكن النقل أو النسخ من دون ذكر المصدرو جميع الحقوق محفوظة +90 212 697 1000 :رقم و فاكس