احتج الآلاف من المواطنين العرب في إسرائيل، بعد ظهر اليوم الجمعة، على هدم السلطات الإسرائيلية الثلاثاء الماضي 11 منزلا في مدينة قلنسوة(شمال) بداعي البناء غير المرخص.
وسار المواطنون العرب في مسيرة في مدينة قلنسوة وهم يلوحون بأعلام فلسطينية ويرددون شعارات منددة بالسياسة الإسرائيلية بينها "بدنا نعيش بحرية" و"من النقب (جنوب) إلى سخنين(شمال) شعب حر لا يلين".
وتجمع المحتجون بعدها في مهرجان كبير أقيم على أنقاض المنازل التي تم هدمها الثلاثاء.
وبثت العديد من المواقع على شبكة التواصل الإجتماعي المسيرة والمهرجان بشكل مباشر حيث تابعها مراسل الأناضول.
وتقدم أعضاء عرب في الكنيست الإسرائيلي ورؤساء بلديات وشخصيات اعتبارية المسيرة والمهرجان.
وقال محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية(التي تمثل الطيف السياسي للمواطنين العرب)، في كلمة بالمهرجان "نحن نصنع كرامة بينما هم أرادوا أن يصنعوا ركاما، واليوم نحن نجدد العهد ثانية هم يهدمون ونحن نبني وسنبني".
وأضاف "هم يريدون انتاج مشهد جديد لنكبة الشعب الفلسطيني، فقد تم هدم 11 منزلا هنا وهو مشهد لا مثيل له منذ نكبة شعبنا عام 1948".
وتابع بركة "بعد 68 عاما على النكبة قامت إسرائيل بعملية الهدم الإجرامية التي نقف على ركامها وبعد أيام سنقف على بيوتها المشيدة من جديد إن شاء الله".
وقال الشيخ عبد الباسط سلامه، رئيس بلدية قلنسوة الذي أعلن استقالته من منصبه بعد تنفيذ السلطات عملية الهدم، "هذه سياسة تهجير".
وأضاف عن استقالته في كلمة له خلال الفعالية "هذه رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية وإلى وزارة الداخلية، فكيف ينتخب رئيس بلدية(هو) من الناس ولكن لا حول له ولا قوة ولا يستطيع أن يقوم بواجبه فلماذا هذا الكرسي؟".
ومن جهته قال أيمن عودة، رئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست، "هذه المشاركة الكبيرة، غير المسبوقة منذ سنوات تدل على حجم الجريمة. ففي دولة(إسرائيل) تتعامل مع مواطنيها كأعداء، علينا أن نتكافل ونتعاون من أجل التصدي لمثل هذه الجرائم".
وأضاف في كلمة له على هامش الفعالية "نحن هنا اليوم لنؤكد أننا لن نقبل بتدفيعنا ثمن جرائم سرقة الأراضي في عامونه (بؤرة إستيطانية في وسط الضفة الغربية اقرت المحكمة الإسرائيلية إزالتها لإقامتها على أراض فلسطينية خاصة)، ولا ثمن تجاوزات واختلاسات نتنياهو" في إشارة إلى تحقيقات الشرطة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتابع عودة "الحق في المسكن هو حق أساسي لكل إنسان، والحكومات الاسرائيلية على مدار سنوات تتعدى على حقنا هذا، ولكن جريمة قلنسوة غير مسبوقة لكبرها وتوقيتها أيضًا، وهذا تُرجم في المشاركة الكبيرة هنا اليوم".
وللقائمة العربية 13 نائبا في الكنيست الإسرائيلي المكون من 20 مقعدا.
وطبقا للإحصائيات الرسمية الإسرائيلية يعيش مليون و400 ألف عربي في إسرائيل ويشكلون 20% من عدد السكان البالغ 8 ملايين ونصف المليون نسمة.
وبحسب تقرير صدر الشهر الماضي عن مؤسسة التأمين الوطني الإسرائيلية(رسمية)، فإن 53.3% من العرب في إسرائيل فقراء.
كما أشار التقرير إلى أن 43% من الفقراء في إسرائيل، هم من العرب.