أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عن أمله في أن يأخذ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، حذره، تجاه أي خطوات تتعلق بالقدس، لأن الأمر قد تكون له "عواقب عميقة جداً" في إشارة إلى وعد الأخير بنقل سفارة واشنطن لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
جاء ذلك في تصريح صحفي له اليوم الجمعة، عقب لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون، في قصر بعبدا شرقي العاصمة بيروت، بحسب بيان للرئاسة اللبنانية، حصلت الأناضول على نسخة منه.
وقال أبو الغيط، الذي وصل لبنان اليوم على رأس وفد للجامعة في زيارة تستمر ساعات، إن "الكثير من تصريحات ترامب تحتاج إلى تدقيق، وهو ما ينسحب أيضا على التصريحات المقبلة".
ورداً على سؤال عما إذا كان هناك تخوف من عهد ترامب، أوضح أبو الغيط: "سوف نتابع ونراقب، ويشغلنا كثيرا حديثه عن القدس، ونأمل أن يأخذ حذره ويتحسب من خطوات في ما يتعلق بالقدس الشرقية، لأن الوضع قد تكون له عواقبه العميقة جدا إذا ما اتخذت خطوة غير مدروسة".
وعقب فوز ترامب، عوّلت إسرائيل كثيرا على تصريحاته المؤيدة لها خلال حملته الانتخابية، وطالبته مرارًا بتنفيذ وعوده بنقل سفارة بلاده.
وتُعَدُّ القدس في صلب النزاع بين فلسطين وإسرائيل، حيث يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم المنشودة.
وفي قضية أخرى، وردا على سؤال عن عدم مشاركة الجامعة العربية في محادثات "أستانة" حول سوريا والتي ستطلق بعد أيام، قال أبو الغيط، إن "الجامعة العربية تم تحييدها في الشأن السوري منذ سنوات طويلة".
وأضاف: "منذ نشوب الأزمة في سوريا نحيت الجامعة بعد فشل الجهد الذي قامت به، وحلت محلها الأمم المتحدة (..) نعلم أن النزاع حول سوريا هو نزاع إقليمي بقدر ما هو دولي، وبالتالي، وأنا اتفق مع هذه الرؤية، يستحسن دائما ألا تنغمس الجامعة في نزاعات تكون الأطراف الإقليمية نفسها موجودة فيها".
من جهته، قال الرئيس عون، إن "الجامعة العربية لا تزال مرجعية، رغم الهوان الذي أصابها نتيجة الحروب والانقسامات، ويجب العمل للمحافظة عليها لأنها العنصر الجامع الوحيد للدول العربية".
ولفت إلى أنه يأمل في أن تتمكن القمة العربية المزمع عقدها بالأردن في مارس/آذار المقبل، في معالجة القضايا العربية الراهنة، لافتا إلى أن لبنان سيساهم في أي جهد عربي في هذا الاتجاه.
وعقب لقائه عون، التقى أمين العام الجامعة العربية، رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، في منزله وسط بيروت، وبحثا الوضع العربي واللبناني، وكيفية معالجة المشاكل الضاغطة على المنطقة.
وقال أبو الغيط في تصريح صحفي عقب اللقاء، إنه تم التطرق مع الحريري إلى موضوع الرئاسة الأمريكية الجديدة، وكيفية تعاملها مع العالم العربي، وكيفية إعداد الموقف العربي لمواجهة أي تطورات في هذا الصدد، مشيرا إلى رفضهما لنقل سفارة واشنطن إلى القدس. وفي وقت سابق اليوم التقى أبو الغيط أيضا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، بمقر إقامته في بيروت، بحسب مراسل الأناضول.