اعتبر الأكاديمي والخبير التركي في الشؤون الإيرانية، عارف كسكين، أن ربط المظاهرات الشعبية في إيران بدول وجهات خارجية، هو "تجاهل للمشاكل الداخلية".
وفي حديث مع الأناضول، قال كسكين، إن "المتظاهرين يعبرون عن سخطهم من دعم حكومة بلادهم لنظام بشار الأسد في سوريا وسياساتها في الشرق الأوسط".
وأضاف أن "المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع في مختلف المدن، خلال الأيام الماضية؛ يطالبون بالديمقراطية وحرية التعبير".
وأوضح كسكين، أن "المحتجين عبّروا عن سخطهم من حكومة بلادهم لدعمها نظام الأسد، وتدخلها في أحداث العراق والوضع في اليمن ولبنان".
وأشار إلى أن "إيران تواجه مشاكل اقتصادية خطيرة جدًا، وأن حكومة الرئيس حسن روحاني جاءت على خلفية وعود أطلقتها لحل المشاكل الاقتصادية".
وأبرز الخبير التركي، أن "الشعب الإيراني أمل من حكومة روحاني وضع حدّ للأزمة الاقتصادية والبطالة وإنهاء التضخم والوصول إلى توافق مع الغرب على خلفية الاتفاق النووي، إلاّ أن آماله ذهبت سدى ليدخل في مرحلة يأس خطيرة".
وشدّد كسكين، على أن "ربط المظاهرات الشعبية في إيران بالولايات المتحدة، هو هروب للأمام وتجاهل للمشاكل الداخلية، فالشعب يريد وضع حدّ للصعوبات اقتصادية".
ولفت إلى أن "الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية لا تمتلك القدرة على حشد تلك التظاهرات في المدن الإيرانية".
ونوّه كسكين، إلى أن "المظاهرات في إيران تمكّنت في فترة وجيزة من بلورة هوية سياسية، بسبب الضغوط السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية".
واستطرد: "لكن وجود بعض الهتافات العنصرية (الفارسية) في المظاهرات قد تقلق المواطنين الإيرانيين من الإثنيات التركية والكردية والعربية والبلوش".
وأكّد الأكاديمي التركي، أنه من المبكر وصف المظاهرات في إيران بـ "الربيع الإيراني" أو "ربيع الشعوب الإيرانية".
وأوضح أن "هكذا تقييم سيكون سابقًا لأوانه في الوقت الحالي، فضلًا عن احتمال قمع النظام الإيراني لتلك المظاهرات من خلال استخدام العنف المفرط".
وأشار كسكين، إلى أن "انضمام أكبر مدينتين في إيران أي طهران وتبريز إلى ركب المظاهرات، من شأنه أن يؤدي إلى انتشار واسع للأنشطة المعارضة في البلاد".
والخميس الماضي، بدأت مظاهرات في مدينتي مشهد وكاشمر شمال شرقي إيران، احتجاجًا على غلاء المعيشة، وامتدت لتشمل مناطق مختلفة من البلاد.
وأسفرت تلك الاحتجاجات عن مقتل اثنين من المتظاهرين غربي البلاد، إضافة إلى اعتقال العشرات، حسب وسائل اعلام.
فيما نقل التلفزيون الايراني اليوم عن مسؤول لم يسمه، إن من وصفهم بـ"عملاء أجانب" هم المسؤولون عن استهداف المتظاهرين ومقتل اثنين منهم.