تعوّل أُسر كردية سورية لجأت إلى تركيا هربا من ظلم تنظيم "ب ي د/ بي كا كا" الإرهابي، على عملية غصن الزيتون التي أطلقتها القوات التركية في منطقة عفرين بريف محافظة حلب، من أجل العودة إلى ديارهم مجددا.
وباتت عملية غصن الزيتون الهادفة لتطهير منطقة عفرين من التنظيمات الإرهابية، أمل الكثير من العائلات الكردية التي اضطرت للجوء إلى الولايات التركية الحدودية مع سوريا، بعد احتلال "ب ي د/ بي كا كا" لأراضيهم.
وتستضيف تركيا نحو 30 ألف لاجئ من أكراد سوريا، في مخيم سوروج بولاية شانلي أورفة جنوبي البلاد، فيما يعيش قرابة العدد ذاته في الولايات التركية المختلفة.
وتقدّم السلطات التركية والمنظمات المدنية والخيرية لهم كافة احتياجاتهم المعيشية والصحية والتعليمية، وترعى شؤونهم.
ويتابع آلاف اللاجئين الأكراد في تركيا عن كثب، مجريات عملية غصن الزيتون التي يشارك فيها الجيش السوري الحر إلى جانب القوات التركية، عبر وسائل إعلام عربية وتركية، ويأملون أن تتكلل بالنجاح والنصر، كي يتمكنوا من العودة إلى ديارهم.
وفي تصريح لمراسل الأناضول قال اللاجئ السوري موسى حصادي إنه يدعم عملية غصن الزيتون، ويؤكّد بأنّ تنظيم "ب ي د/ بي كا كا" لن يستطيع تحقيق أهدافه في الشمال السوري.
وأضاف حصادي أنّ أكراد سوريا انتعشت آمالهم بالعودة إلى ديارهم مع انطلاق عملية غصن الزيتون، وأنهم يأملون أن تتسع العملية لتمتد إلى كافة المناطق التي يحتلها "ب ي د/ بي كا كا" الإرهابي.
وتابع قائلا: "إخوتنا الأكراد والعرب يخضعون لظلم التنظيم في عفرين، وبعون الله ستكون عملية غصن الزيتون وسيلة لخلاصهم من الظلم، وسنقاوم هذا الظلم في خندق واحد مع القوات التركية".
من جانبه أعرب عبيد قاسم أحد قاطني مخيم سوروج، عن ثقته بأنّ ظلم تنظيم "ب ي د/ بي كا كا" شارف على الانتهاء، وذلك بفضل عملية غصن الزيتون التي تستمر بنجاح.
بدورها قالت أسماء عزيز اللاجئة في سوروج إنّ "ب ي د/ بي كا كا" الإرهابي بدأ ينسحب من الأراضي التي احتلها، بعد انطلاق عملية غصن الزيتون.
وشكرت عزيز تركيا حكومةً وشعبا لإطلاقهم عملية غصن الزيتون في مناطقهم، وتمنت النجاح السريع للعملية.
وكذلك الأمر بالنسبة لمدرس مادة الرياضيات احمد حسن الذي فر من ظلم التنظيم الإرهابي إلى تركيا قبل 3 أعوام، فهو الآخر ايضا أعرب عن أمله في العودة السريعة إلى منطقته بعد تحريرها من التنظيم الإرهابي عبر عملية غصن الزيتون.
وقال حسن البالغ من العمر 40 عاما: "نصف عائلتي بقوا في عفرين، واضطررت إلى ترك دياري لانّ "ب ي د/ بي كا كا" الإرهابي مارس عليّ ضغوطا من أجل الالتحاق بصفوفهم، ونحن عانينا كثيرا من نظام الأسد، وتنظيم "ب ي د" لا يختلف عنه".
وتتواصل لليوم السادس على التوالي عملية "غصن الزيتون"، التي أطلقها الجيش التركي، السبت الماضي، مستهدفة المواقع العسكرية لتنظيمي "داعش" و"ب ي د" الإرهابيين، في عفرين شمال غربي سوريا، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة، لتجنيب المدنيين أي أضرار.
وشدّدت رئاسة الاركان التركية في بيان سابق، على أن العملية "تجري في إطار حقوق تركيا النابعة من القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة مع احترام وحدة الأراضي السورية".