أيها الشباب المسلمون! أن يكون الشخص الذي تتزوجونه مصليا مهم البتة. لكن يتعين عليكم أن تنظروا إلى حياة هذا الشخص ما إن كان لصلاته في حياته تأثير أم لا. لأنه قد تصيبكم خيبة الأمل العظيمة.
إذا كان هذا الشخص يصلي ولا تتم ترجمة تلك الصلاة إلى أخلاق ورحمة وعفة وعدالة وولاء واحترام في حياته فلن يكون لهذه الصلاة تأثير كبير على زواجك وعلاقاتك معه واستمرار مهمة عائلتك وتعليم أطفالك.
فكر! يصلي لكن هذه الصلاة لا تجعله شخصا أكثر عفة وأكثر أخلاقية. على الرغم من أنك لم تتزوجه بعد إلا أنه يمكنه بسهولة تجاوز الخطوط والحدود الإسلامية. صلاته لا تمنعه من انتهاك الحدود.
إنه يصلي لكنه لا يملك الشخصية لتحمل مسؤولية الزواج والأسرة والزوج والأطفال. لديه مزاج قاس وأناني ومهمل وغير مسؤول.
إنه يصلي لكن صلاته لا تؤثر على عينيه ولسانه وقلبه وبطنه وجيبه. يمكنه أن ينظر إلى الحرام على الرغم من أنه يصلي. يمكنه الكذب بشكل مريح للغاية. يمكنه التحدث بشكل مسيء ويصبح مؤذيا للغاية ووقحا. إنه لا يتردد في اللجوء إلى الافتراء. يمكنه أن يحمل باستمرار الكراهية والحسد في قلبه. لا توجد حساسية حلال حول ما يدخل معدته وجيبه.
إنه يصلي لكنه لا يخشى من الدخول في الربا بخصوص نفقات الزفاف والاستعدادات. إنه لا يهتم بأي مبادئ إسلامية يتحرك في حفلات الزفاف والخطوبة. وبدلا من مبادئ الإسلام في هذا المجال فإنه يعمل وفقا لتلقين الثقافة الحديثة والبيئة والمسلسلات والأفلام وسائر الناس يحلم بمثل هذا العرس ومثل هذا الزواج ومثل هذه الأسرة.
إنه يصلي لكنه لا يعامل والديه أو والديك بالطريقة التي يريدها الله عز وجل والنبي صل الله عليه وسلم. إنه لا يلقي أهمية على علاقات الأقارب. في علاقاته مع الآخرين والأصدقاء والأقارب والزملاء لا يهتم بمبادئ مثل الخصوصية وعدم الاختلاط. ليس لديه مبادئ إسلامية فيما يتعلق بالتلفزيون والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
إنه يصلي ولكن عندما يكون غاضبا فإن صلاته لا تهدئه وعندما يجادل يذهب إلى أقصى الحدود ولا يتردد في كسر القلوب ولديه نقاط ضعف خطيرة في الاعتذار والحلال والمصالحة والمغفرة.لأن الصلاة التي كان يؤديها أصبحت عادة وتقليدا بتحولها إلى تكرار روتيني وميكانيكي بدلا من أن تكون عبادة فعالة شملت حياته كلها ومنحته الشخصية وحمته من الحرام والذنوب.
ومع ذلك فإن الصلاة التي يراها الإسلام سببا للتفضيل في اختيار الزوج ليست أبدا مثل هذه الصلاة. الصلاة التي يعتبرها الإسلام علامة على التدين وسببا رئيسيا للتفضيل هي صلاة تؤثر على الحياة وتتحول إلى ولاء وحب في العلاقة بين الزوجين وتتحول إلى احترام للوالدين وتعاطف مع الأطفال. هذه الصلاة هي صلاة تجعل صاحبها عفيفا وأخلاقيا وتجعله مسؤولا أمام عائلته وأطفاله.
إذا اخترت زوجك فقط للنظر في صلاته ولا تأخذ في الاعتبار ما إذا كانت هذه الصلاة تؤثر على حياته أم لا أو إذا لم تختبره أو إذا لم تقم بإجراء بحث فمن المحتمل ان تقوم بالزواج من شخص يصلي ولكن يمكنك تحويل حياتك إلى زنزانة.
إذا كنت ستختار زوجتك بسبب تقواها فاعلم أن التقوى لا تعني فقط الصلاة أو الحجاب أو الانتماء إلى مجتمع إسلامي. التدين الحقيقي يعني أن الصلوات التي نؤديها والحجاب الذي نغطيه والصلوات التي نؤديها وهوياتنا وانتماءاتنا الإسلامية تؤثر على كل جانب من جوانب حياتنا؛ من سياستنا إلى اقتصادنا ومن قانوننا إلى حياتنا الاجتماعية ومن خطوبتنا إلى حفل زفافنا ومن علاقاتنا قبل الزواج إلى علاقات أقاربنا.
ولا تنس ذلك أبدا! فإن اختيار الزوج المصلي يعني دائما الحفاظ على الأمل. لأن الله عز وجل يقول: اِنَّ الصَّلٰوةَ تَنْهٰى عَنِ الْفَحْشَٓاءِ وَالْمُنْكَرِۜ (سورة العنكبوت 45).
حقيقة أن زوجك يصلي هو أمل كبير في أن هذه الصلاة ستقوده يوما ما بعيدا عن الحرام والخطايا.