عثر علماء آثار في ولاية أوشاق غربي تركيا، على بقايا عمرها 200 ألف عام تعود لما يعرف بـ"البشر البدائيون" (النياندرتال) الذين عاشوا في العصر الحجري القديم.
ومن بين الآثار المكتشفة أدوات صيد، مثل فأس ورأس سهم، تسلط الضوء على طبيعة حياة "البشر البدائيون".
وبدأت أعمال الحفريات في منطقة سورمجيك، بعد العثور على مستحاثات (أحفوريات) بالصدفة.
وقال رئيس قسم الآثار بجامعة أنقرة، الأستاذ هارون طاشكيران، للأناضول، إنهم "جمعوا آلاف القطع خلال عامين من الحفريات في المنطقة، ويعكفون على فحصها ودراستها".
ولفت طاشكيران إلى أن "نحو 30 قطعة قابلة للعرض في الوقت الراهن".
وأشار إلى أهمية منطقة سورمجيك، التي كان يعيش فيها الإنسان البدائي في الهواء الطلق، قرب ينبوع للمياه الحارة، بينما كان يعيش في الكهوف بمناطق أخرى.
وأوضح أن "مجموعة من البشر البدائيين استوطنوا قرب نبع للمياه الحارة، قبل نحو 200 ألف عام".
وأكد طاشكيران أن الآثار المكتشفة من شأنها تسليط الضوء على مختلف جوانب حياتهم.
وبيّن أن "بعض القطع المكتشفة في سورمجيك، لا يوجد مثيل لها حتى في مغارة كارياين، بولاية أنطاليا المطلة على البحر المتوسط، والتي تضم أفضل النماذج للعصر الحجري القديم والأوسط في تركيا".
وذكر أن "أعمال الحفريات لهذا العام في منطقة سورمجيك انتهت، على أن تستأنف العام المقبل، حيث يواصلون دراسة الآثار المكتشفة بشكل دقيق".
بدوره، قال مدير متحف أوشاق ورئيس فريق الحفريات في سورمجيك شريف سويلر، إن "المنطقة تحت حماية الدولة".
وأردف "البشر البدائيون كانوا يعيشون في الكهوف عادة، إلا أنه من اللافت إقامتهم في الهواء الطلق هنا".
وأشار سويلر إلى أن مجموعة من البشر البدائيين استوطنوا قرب مصدر المياه الحارة، لاصطياد الحيوانات التي تتردد على المنطقة.
وأوضح سويلر أن من بين الآثار المكتشفة رؤوس سهام، وأدوات تقطيع، ومستحاثات أسنان وحيوانات.
وقال سويلر إن الجزء الأكبر من المكتشفات في المنطقة هي أدوات صيد.
وأفاد أنهم استخرجوا الآثار من عمق نحو 5 أمتار، ومن الممكن العثور على بقايا لحقبة أقدم، في ظل الحفريات التي ستتواصل العام المقبل.