أول لقاء مع أربكان ـ1ـ

أول لقاء مع أربكان ـ1ـ
20.2.2022 22:48

eposta yazdır zoom+ zoom-

الكاتب: مصطفى محمد طحان
المصدر: تركيا التي عرفت من السلطان إلى نجم الدين أربكان

لقد مضى على هذا اللقاء أكثر من ثلث قرن...ولكنه مازال حيا،مشرقا،يملأ نفسي حبا و إعجابا بالرجل.
في بيته المتواضع الذي لا يختلف كثيرا عن بقية البيوت، لقيت الرجل وكان لي معه حديث طويل شرحت له فيه طروف الحركة الإسلامية في بلادنا وكيف تخوض كفاحا مريرا مع رموز الطغيان السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وكيف تعرضت للمحن المتلاحقة في أكثر من بلد.
وتحدث لي الرجل عن الحزب الجديد (حزب النظام الوطني) وكيف بدأ الشعب التركي يتفهم حقيقته و يقبل عليه بلهفة ورغبة. وأنه يعتقد أن الأمور إذا سارت على هذا النسق فلن يمضي وقت طويل حتى يكون الحزب في مقدمة الأحزاب في تركيا.
وحدثني الرجل عن الآمال العريضة وعن رغبته الشديدة في خدمة الإسلام والمسلمين ولم ينس الرجل أن يؤكد لي أنه لن يسمح إذا قدر لحزبه ان يتقدم للسلطة باضطهاد المسلمين في أنحاء العالم...فكل بلاد المسلمين بلده، وكذلك لم ينس أن يؤكد موقف الخليفة العظيم السلطان عبد الحميد من فلسطين وأن الجيش التركي هو الذي سيخلص يوما فلسطين من رجس اليهود.

فرحت بهذا المنطق المتدفق كالتيار الهادر الذاخر.. و أشفقت على هذه الآمال الغضة أن تصيبها عوادي الأيام وظلم القوى الطاغية عندما تحس بخطورة هذا المد الإسلامي الجديد في تركيا. ووودعت الرجل بعد أن انطبعت صورته وقوته حية زاهية في حسي وفي نفسي.
هكذا بدأت مسيرتي مع الرجل. كنت مترجمه الذي يستدعيني كلما كانت هناك قضية هامة.. ومستشاره في كثير من القضايا..و أربكان رجل صالح عاقل إذا أحس الصدق من محدثه أعطاه مجاله...


أخبالا المحلي

برامج الجوال

iPhone iPad Android Windows Phone
Milli Gazete ©  لا يمكن النقل أو النسخ من دون ذكر المصدرو جميع الحقوق محفوظة +90 212 697 1000 :رقم و فاكس