أول لقاء مع أربكان ـ3ـ

أول لقاء مع أربكان ـ3ـ
21.2.2022 23:07

eposta yazdır zoom+ zoom-

في لقائنا الأول هذا، تحدث حديث المسلم المؤمن بالله وبالإسلام وحده كحل لجميع قضايا الأمة...سبحان الله من علم هذا المهندس...الذي نشأ وترعرع في هذا الجو العلماني...مثل هذا الفكر النير؟
بعد الحديث..كان علي أن أتكلم..ولكن كيف أجد العبارات أمام هذا العملاق..كان عهدي بلساني طليقا وعباراتي واضحة...ولكنه الموقف!
 نقلت إليه تحيات إخوانه المسلمين في البلدان الاخرى، الذين يتابعون حركته..ويباركون عمله...ويدعون له..
وأذكر مما قلته له.. إن الأوضاع لا تدوم..وإن الحرية النسبية التي يتمتعون بها اليوم سرعان ما تنقضي، أخبرته أن الحركة في مصر كانت تتمتع بنفس القدر من الحرية التي تتمتعون بها اليوم... حتى أن شيخ الإسلام مصطفى صبري و آخرون من أحرار تركيا لم يجدوا غير مصر تفتح ذراعيها لهم بعد الانقلاب الكمالي...
ومع ذلك فإن عهد الحرية لم يدم..وها هم إخواننا في مصر يعانون أشد المعانات في سجون جمال عبد الناصر.
أعطيته الفكرة عن الحركة الإسلامية..وانها لا تعبأ بالتفاصيل وببعض الخلافات التي تبرز هنا وهناك، وأنها تعمل على جمع المسلمين على كلمة سواء ضمن خطوط عريضة توحد كلمة المسلمين و تعلي من شأنهم.
بعد أيام قليلة صدق التوقع...وحل الحزب...وخرج أربكان إلى خارج تركيا وعلمت من أخي أمين (وقد كان رفيقي في اللقاء) أنه أخبره أن حديثي معه لم يكن مجرد حديث شاب متحمس بل يحمل في طياته خبرة و إدراكا لطبائع الأمور وواقع السياسات التي تحكم المنطقة...

المصدر: تركيا التي عرفت من السلطان إلى نجم الدين أربكان ص.275

المؤلف: مصطفى محمد طحان
                            


أخبالا المحلي

برامج الجوال

iPhone iPad Android Windows Phone
Milli Gazete ©  لا يمكن النقل أو النسخ من دون ذكر المصدرو جميع الحقوق محفوظة +90 212 697 1000 :رقم و فاكس