حذر حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان أحد آخر المستشفيات العاملة في شمال قطاع غزة، من حدوث إبادة جماعية بسبب الأوبئة والمجاعة التي تشهدها المنطقة، حيث يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي مجازره منذ أكثر من 8 أشهر، كما أغلقت البوابات الحدودية ومنعت دخول المساعدات.
قال أبو صفية إن الوضع في غزة ومدن الشمال كان سيئا؛ وأوضح أنهم واجهوا صعوبة في العثور على المستلزمات الطبية والأدوية، وأن النظام الصحي يعمل بالحد الأدنى.
وقال أبو صفية بأن شبح المجاعة يجتاح المنطقة من جديد وأن الغذاء شحيح و ليس لديهم سوى الدقيق، وهو مجرد جزء من الهرم الغذائي اللازم لجسم الإنسان.
لا دواء ولا نظافة ولا طعام غير الدقيق
عن الحالات التي وردت إلى المستشفى خلال الأسبوعين الأخيرين، قال أبو صفية بأنه تم إدخال 214 طفلاً إلى المستشفى ظهرت عليهم علامات سوء التغذية خلال الـ 14 يوماً الماضية، أكثر من 50 منهم حالات سوء تغذية حاد، و6 حالات حرجة و الحالات تخضع للعلاج في العناية المركزة.
ذكر أبو صفية أنه لا يوجد حليب أو طعام خاص لهؤلاء الأطفال، يمكنهم فقط إطعامهم بالمحلول.
أشار أبو صفية إلى أن نقص الأدوية والمستلزمات الطبية خارج ما تبقى في مستودعات وزارة الصحة، يعطل الخدمة الأساسية المقدمة للمرضى، وقال بأنه لم تدخل أي مواد أساسية إلى شمال قطاع غزة. والموجود ما هو إلا دقيق لا يلبي الاحتياجات الغذائية لكبار السن والحوامل. هناك حاجة إلى أغذية تحتوي على دهون وبروتينات.
سلاح الدمار الشامل الإسرائيلي: المجاعة والوباء
حذر مدير المستشفى من أن تراكم النفايات في الشوارع وفيضان مياه الصرف الصحي يزيد من خطر الإصابة بالأمراض وخاصة الأوبئة في غزة ومدن الشمال.
قال أبو صفية بأنه بسبب المجاعة ضعفت أجهزة المناعة لدى الناس، مما يسرع من انتشار الأمراض والأوبئة، خاصة التهاب الكبد والالتهابات المعوية.
ودعا أبو صفية مخاطبا العالم إلى "الضغط والتدخل على إسرائيل لفتح البوابات الحدودية وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وإنقاذ كل من يمكن إنقاذه".
حصيلة الإبادة الجماعية تسوء كل يوم أكثر
في الهجمات التي نفذتها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، قُتل 37 ألفاً و 431 فلسطينياً، من بينهم ما لا يقل عن 15 ألفاً و 694 طفلاً و 10 آلاف و 279 امرأة، وأصيب 85 ألفاً و653 شخصاً.
وفي حين تشير التقارير إلى أنه لا يزال هناك آلاف القتلى تحت الأنقاض، فإن البنية التحتية المدنية تتعرض للتدمير أيضًا من خلال استهداف المستشفيات والمؤسسات التعليمية التي لجأ إليها الناس.