عُقد في طهران، عاصمة إيران، المؤتمر الدولي الثامن والثلاثون للاتحاد الإسلامي الذي استضافته منظمة التقريب بين المذاهب الإسلامية في قاعة زيرفيه للمؤتمرات بمشاركة الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان. كما حضر المؤتمر من تركيا كل من نائب رئيس حزب السعادة والنائب البرلماني عن إسطنبول مصطفى كايا، والأمين العام لحزب السعادة والنائب البرلماني عن أنقرة مسعود دوغان.
”الصراع بين الأمة الإسلامية يؤدي إلى تعميق الإبادة الجماعية في غزة“
وفي كلمته في المؤتمر، لفت النائب كايا الانتباه إلى الإبادة الجماعية المستمرة في غزة منذ نحو عام، وأكد على الخطوات الواجب اتخاذها في العالم الإسلامي لإنهاء هذه المأساة الإنسانية.
قال كايا: ”أسألكم، أليس سبب الإبادة الجماعية في غزة اليوم هو الصراع بين الأمة الإسلامية؟ أنا أسألكم، أي استراتيجية وأي حسابات مصلحية وأي اهتمامات شخصية من أجل الرفاهية الشخصية يمكن أن تسمح بسفك دماء المسلمين؟ نحن كمسلمين لا نسأل بالطبع عن هوية المظلوم. نحن نقف إلى جانب المظلوم بغض النظر عن دينه ولغته وعرقه ولونه. ولكن كيف نفسر نحن الذين نتوجه إلى قبلة واحدة، ونؤمن بكتاب واحد، ونحن أمة نبي واحد، كيف نفسر صراعنا مع بعضنا البعض بسبب مذاهبنا؟ وكيف سنتخلص من فخاخ الفتنة التي تحيط بنا“.
”عدم العمل لحكم الحق هو العمل للباطل“
وذكّر كايا بكلمات الأستاذ نجم الدين أربكان رحمه الله زعيم حركة مللي جوروش ورئيس الوزراء الرابع والخمسين للجمهورية التركية ”لا فرق بين عدم العمل لحكم الحق والعمل لحكم الباطل!“، وأكد كايا أن التعصب الطائفي في العالم الإسلامي يؤجج نار الفتنة. وقال كايا: ”بينما العالم الإسلامي اليوم في هذه الحالة، بينما الصهيونية العدو المشترك للإنسانية تمطر أطناناً من القنابل على غزة أمام أعيننا وتستشهد إخواننا وأخواتنا، أليس بحكم العمل للباطل ولو بشكل غير مباشر تقييم التطورات بالتعصب الطائفي، ولا نزال نحمل البنزين لنار الفتنة رغم أن هناك أخوة إسلامية“.
”وحدة الدول الأربع يمكن أن توقف إراقة الدماء“
وأشار كايا إلى أن المشاكل في المنطقة يمكن حلها إذا تعاونت تركيا وإيران ومصر وباكستان، وقال كايا إنه يمكن وقف نزيف الدم في المنطقة وكسر مصائد الإمبريالية نتيجة ”سياسة الوحدة في الحد الأدنى من المشتركات“ بين هذه الدول. إن هذا التعاون له أهمية حيوية في العديد من القضايا، وخاصة في فلسطين.“
”الوحدة ضرورية للدنيا والآخرة“
بعد أن أشار كايا إلى أن العالم الإسلامي غير منظم اقتصاديًا وسياسيًا، دعا إلى الوحدة وقال: ”يجب أن نبحث عن سبل العمل معًا من خلال تجاوز الخلافات المذهبية. فهذا سيفيدنا في الدنيا والآخرة على حد سواء. وإذا لم نتمكن من ضمان وحدتنا كمسلمين، فسيصبح من المستحيل علينا أن نتحرك معًا حتى في القضية الفلسطينية التي نحن محقون فيها أكثر من غيرها“.